أكدت مصادر أمنية وطبية يمنية لـ"الوطن"، مقتل 8 جنود وإصابة 8 آخرين ومصرع ناشط في الحراك الجنوبي من أبناء قبائل حضرموت، في المواجهات التي دارت أمس وأول من أمس بين جنود قوات الأمن ومسلحي القبائل، عقب هجوم شنه المسلحون على معسكر العليي التابع لقوات خفر السواحل.

وذكرت مصادر محلية أن السبب الرئيس للهجوم واندلاع المواجهات هو إخراج المواقع والمنشآت الأمنية والمعسكرات من حضرموت وتسليمها لأبنائها ليتولوا مسؤوليتها في إطار تصعيد الهبة الشعبية التي انطلقت في 20 ديسمبر الماضي، احتجاجاً على مقتل شيخ الحموم سعد بن حبريش وعدد من مرافقيه برصاص رجال أمن متمركزين عند نقطة تفتيش عسكرية في مدخل مدينة سيئون.

وشهدت مدينة الضالع، جنوبي العاصمة اليمنية صنعاء، أمس، تشييع الآلاف من من أبناء المناطق الجنوبية جثامين 16 من ضحايا حادثة سناح بالمدينة، والذين سقطوا في ديسمبر الماضي بفعل قذائف من دبابة تابعة للجيش أثناء إقامة مجلس عزاء.

والضحايا الذين تم تشييعهم من بين ضحايا حادثة سقوط 3 قذائف دبابات تابعة للواء 33 مدرع المرابط في الضالع على مجلس عزاء يوم 27 ديسمبر من العام الماضي والبالغ عددهم نحو 20 قتيلاً وأكثر من 30 جريحاً، ويأتي التشييع بالتزامن مع إحياء الجنوبيين الذكرى الثامنة للتصالح والتسامح 13 يناير.

وأضافوا أن المشاركين في التشييع رددوا الهتافات والشعارات المنددة بالحادثة والجرائم التي ارتكبتها قوات الأمن بحق أبناء الجنوب ورفعوا صور الضحايا وأعلام دولة الجنوب التي كانت قائمة قبل عام 1990.

وعلى صلة بالمشهد الداخلي في البلاد، يترقب اليمنيون اليوم المسيرات والتظاهرات التي يحشد لها شباب ينتمون إلى حزب المؤتمر الشعبي العام، الذي يتزعمه الرئيس السابق علي عبدالله صالح، تحت شعار "إنقاذ وإسقاط حكومة الوفاق الوطني".

وعلى الرغم من أن المؤتمر تبرأ من هذه الفعالية، إلا أن مراقبين يرون أن المسيرة يعد لها قادة مقربون من صالح، بخاصة نجل شقيقه يحيى محمد عبدالله صالح، الذي كان يقود قوات الأمن المركزي قبل إقالته بقرار جمهوري من قبل الرئيس عبدربه منصور هادي قبل أقل من عام.

إلى ذلك وقع في العاشر من يناير الجاري كل من جماعة الحوثيين والسلفيين بمحافظة صعدة، شمالي العاصمة اليمنية صنعاء، اتفاقاً لوقف المواجهات المسلحة بينهم في منطقة دماج التي استمرت أشهراً عدة، سقط خلالها المئات بين قتيل وجريح.

وتلزم الوثيقة الطرفين بوقف العنف والرضوخ لقرار انتشار الجيش في المنطقة وإيقاف التحريض الإعلامي وفتح الطرقات.

وينص الاتفاق على وقف إطلاق النار في كل من دماج ـ جبهة حرض، خيران ودنان وفتح الطرقات كاملة من صنعاء إلى صعدة، ومن حرض إلى صعدة ومن الجوف وأرحب والسماح بدخول المواد الغذائية والتموينية إلى صعدة باستثناء الدعم للمتحاربين من الطرفين.

ويقضي الاتفاق بإنهاء التمترس وإزالة النقاط العسكرية من قبل الطرفين في جميع جبهات القتال "وألا يبقى إلا أهل البلاد"، في إشارة إلى ضرورة ترحيل الأجانب الذين كانوا يدرسون في مركز دار الحديث السلفي دماج، وهم من جنسيات مختلفة.

ونص الاتفاق كذلك على إطلاق سراح أي مسجون أو أسير عند الطرفين، وتسليم ما في الطرقات من سيارات أو أية ممتلكات ووقف الحملات الإعلامية والدعوات الطائفية بأية وسيلة كانت سواء في المساجد أو عبر وسائل الإعلام.

وجاء توقيع الاتفاق بعد سلسلة من الجهود التي بذلها الرئيس عبدربه منصور هادي عبر لجان رئاسية عدة كان آخرها اللجنة التي رأسها أمين العاصمة عبدالقادر هلال.

وترجمة لهذا الاتفاق طلب السلفيون أن يتم نقل مركز دار الحديث من منطقة دماج إلى وادي مور بمحافظة الحديدة، وبدأت خلال الأيام الثلاث الماضية عملية نقل من كان في دماج إلى المحافظة.