أثارت ركلة الجزاء التي حصل عليها مهاجم النصر، العماني عماد الحوسني أمام الرائد في مباراتهما الأخيرة في دوري جميل جدلاً واسعاً في الأوساط الرياضية والإعلامية جراء تعمد الحوسني التمثيل على الحكم لكسب الركلة التي تحقق منها الهدف الثالث، والتي أعادت إلى الأذهان الحديث عن مشروعية الحصول على ترجيح لكفة الفريق من عدمها.

كثير من اللاعبين يتفنن في خداع الحكام في سبيل الحصول على خطأ أو ركلة جزاء أو التسبب في إنذار أو طرد لاعب آخر في الفريق المنافس بهدف الخروج بنتيجة إيجابية خصوصاً إذا كان عاجزاً عن تحقيق الفوز.

والملاعب الكروية في المملكة، تشتهر بأسماء عرفت بالمبالغة في السقوط أو ادعاء الإصابة لكسب عدد من الضربات والأهداف، أبرزهم مهاجم الهلال ياسر القحطاني الذي قال عنه الحكم الدولي السابق جمال الشريف خلال التحليل الفني لإحدى مباريات المنتخب السعودي أمام البحرين إنه لاعب يتقن بشكل ممتاز عملية "التمثيل" على الحكام.

وفي المقابل، رفض مدافع الاتحاد أسامة المولد وصف طريقة لعبه بالخشنة إذ يصر على أن اللاعبين المحليين يتحايلون على الحكم في أكثر الكرات بحثاً عن الحصول على أخطاء.

وكان لاعب إنجليزي تحدث ذات مرة عن التحايل بقوله "نحن جميعا محترفون وهذا مصدر رزقنا، وعندما يفعل أحد ذلك فإنه يقطع رزق اللاعب الآخر، والمفروض أن أخلاقنا لا تسمح بأن نقطع رزق بعضنا".

من جهته، يؤكد الحكم السعودي الدولي مرعي العواجي أن في قانون التحكيم مادة واضحة عن التحايل؛ حيث إنه حق غير شرعي للاعب يتطلب منحه البطاقة الصفراء وضربة حرة غير مباشرة ضده سواء في منطقة الـ18 أو منتصف الملعب.

ويبين العواجي أن على الحكم أن يتحاشى الوقوع في هذا الوهم الذي يهدف إليه بعض اللاعبين بأن يكون دائماً في موقع سليم وقريب من الحالة، وأن يراها بالشكل الطبيعي سواء هي تحايل أو تنافس يتوجب الإعلان عن خطأ.

ويوضح العواجي أن لجنة الانضباط أو الفنية والمسابقات لا يحق لهما اتخاذ قرار آخر إذا تم ثبوت الحالة بأنها تحايل لأنها تقديرية لا تراجع فيها، لكنها تستطيع أن تتخذ قرارا عقب انتهاء المباراة إذا ارتكب لاعب سلوكا مشينا لم يره الحكم ورأته لجنة الانضباط فيما بعد.

ومن جانبه، يكشف مهاجم الشباب سابقا، الدولي فهد المهلل أن كثيراً من اللاعبين يعدون التحايل ذكاء ليس على الحكم فقط إنما على الجماهير خصوصاً إذا شعر هذا اللاعب بعجزه عن تحقيق الأهداف في مرمى الخصم بسبب انخفاض مستواه، لذا فإنه يميل إلى الاجتهاد عل وعسى أن يمنحه الحكم خطأ أو ركلة جزاء يحقق منها الهدف المنشود.

ويضيف "يجب أن يكون الحكم جيداً ومتمكنا حتى يستطيع تقدير الحالة بصورة سريعة وصحيحة، بينما على اللاعب أن يسعى لتطوير مهاراته الفنية والتدرب على كيفية التوغل السريع واقتناص الأهداف بدلاً من اللجوء للتحايل على الجماهير والحكام؛ لأنه بالإمكانات الجيدة لن يحتاج لهذا الأمر والظهور بهذه الصورة في الوسط الرياضي، لكن البعض من اللاعبين يرى أن الجماهير تبحث عن الأهداف والانتصارات ولا تدقق في كيفية الحصول عليها".

الرأي الشرعي لم يغب عن التحذير من هذه الظاهرة، ففي هذا الصدد، أبان لـ"الوطن" الشيخ عادل الكلباني أن التحايل هو من الكذب والكذب بطبيعة الحال يعد معصية.