أكثر من (12) ألف مريض سعودي معظمهم من المحتاجين غير القادرين على نفقات الغسيل الكلوي أو قيمة الأدوية أو وسيلة النقل أو تكاليف الرعاية الطبية الطارئة ناهيك عن صعوبات التعايش مع احتياجات ومتطلبات المرض وعلاجه من الناحية الطبية والاجتماعية وتصل تكلفة علاج المريض في العام الواحد إلى(150) ألف ريال وبالتالي فإن المجتمع السعودي مدعو إلى التكاتف مع حملة جمعية الأمير فهد بن سلمان الخيرية لرعاية مرضى الفشل الكلوي الهادفة للتعريف والتوعية بأسباب الفشل الكلوي وطرق الوقاية من العلاج والدعوة للتبرع بالأعضاء.

إن الجمعية التي أحدثت نقلة نوعية هائلة في العمل الخيري التطوعي التقليدي البعيد من الأكل والشرب والملابس أو في بناء المساجد التي لا يكتمل فيها صف واحد في بعضها لكثرتها ولله الحمد، لفتت النظر إلى العمل النوعي تجاه أعمال تساعد الفرد والأسرة والمجتمع الذي يحتوي على أكثر من مليون محتاج لدى الشؤون الاجتماعية ومثلهم مسجلون لدى الجمعيات الخيرية الأخرى ومثلهم من المتعففين الذين لا يسألون الناس والمستورين بفضل الله وهو ما يؤكد وجود عدد كبير جداً من المرضى لا يملكون تكاليف الغسيل الكلوي بل حتى من أفراد الطبقتين الفقيرة والمتوسطة لن يتحملوا أعباء العلاج المالية والتي تتجاوز (150) ألف ريال سنوياً ناهيك عن الظروف المادية للعائلة التي تتحول إلى الأسوأ نتيجة هذا البند العلاجي الكبير بما يتطلبه من مصاريف إضافية للرعاية والمواصلات والعلاج وغيرها من ترتيبات عائلية ومنزلية يكفي أن نتصور وضعها العاطفي والإنساني تجاه مريضهم الذي كلما أتى شهر رمضان رأوه حزيناً كئيباً لا يشاطرهم الجلوس على مائدة الإفطار لأن المرض يمنعهُ من الصيام بسبب الغسيل الكلوي وتناولهِ الأدوية، أو حتى إذا أتى عليهم عيد الفطر أو عيد الأضحى لا تكتمل فرحة أفراد تلك العائلة الذين يرون مريضهم يموت أمامهم ببطء وهم لا يستطيعون فعل شيء شفاهُ الله وشفى جميع مرضانا إن شاء الله.

وما من شك في أن الجهود الحكومية وحدها مهما بلغت من حجم فإنها لن تكفي لعلاج هذا المرض الذي تتهرب منه معظم شركات التأمين بكل أسف حيث تكمن خطورة عدم الانتظام في الحصول على العلاج الأمر الذي يؤدي إلى تراكم السموم والسوائل التي تضر بالجسم وتؤدي إلى الوفاة .

ولأننا مجتمع مسلم متراحم على أساس من اعتصام أفراده بحبل الله وتعاونهم على البر والتقوى والتكافل فيما بينهم وعدم تفرقهم ولقد خرجنا من رمضان وقد أدينا ما علينا من صدقات وزكاة متطلعين من الله عز وجل القبول ولا نعلم كيف مضى الشهر على من هم في مصاب هذا المرض الخطير مع أسرهم وعوائلهم ولأننا أقبلنا على العيد فإن من واجبنا ألا نفرح وإخواننا في مصابهم يعيشون، فعلينا أن نفرحهم معنا ونعايدهم برسالة واحدة على الأقل ندخل بها عليهم البسمة والراحة بتوفير العلاج وليس الترفيه، لأنهم أحوج ما يكون تفريحهم هو بجلسة علاج أو دواء أو مصاريف عملية فأرجو أن نعايدهم في كل أيام العيد برسالة يومية نفرح لهم ويدعوا لنا ونعيش في مجتمع آمن إن شاء الله فلا ندري قد نكون في مكانهم ونحتاج في يوم لا قدر الله إلى رسالتهم.