تواصل التوتر العسكري في محافظة الضالع جنوب اليمن، في وقت شهدت محافظة حضرموت، شرق البلاد، وعدن، كبرى مدن الجنوب، تظاهرات مؤيدة للهبة الشعبية التي أعلنتها قبائل المحافظة منذ شهر؛ احتجاجا على مقتل أحد أكبر وجهاء حضرموت الشيخ سعد بن حبريش.

وقتل في محافظة الضالع 4 أشخاص بينهم جنديان وأصيب أكثر من 10 آخرين في حادثين منفصلين شهدتهما المحافظة عقب صلاة الجمعة أمس.

وذكرت مصادر طبية في مستشفى النصر العام أن شخصين قتلا، أحدهما شيخ قبلي يُدعى بركان محمد مانع، والآخر محمد غيلان، فيما أشار مصدر أمني إلى مقتل جنديين في هجوم مسلح شنه مسلحو الحراك الجنوبي على نقطة عسكرية تابعة لقوات الأمن الخاصة. وأرجع المصدر ذاته هجوم مسلحي الحراك على نقطة الأمن انتقاما لمقتل شخصين أول من أمس، أحدهما ضابط أمن متقاعد برصاص أفراد نقطة التفتيش العسكرية.

على صعيد آخر، قام مسلحون من أبناء الضالع يُعتقد بانتمائهم للحراك الجنوبي باستهداف ناقلة ماء كانت في طريقها إلى موقع اللواء 33 مدرع ونقطة تفتيش مفرق الجمرك القريبة من موقع اللواء وإدارة أمن الضالع، مما دفع أفراد الأمن للرد على الهجمات التي تعرضوا لها بإطلاق النار عشوائيا بالأسلحة المختلفة طالت بعض القرى، مما أدى إلى مقتل شخصين وإصابة نحو 7 آخرين بإصابات متفاوتة بينهم فتاة بشظايا أثناء وجودها في منزلها في مديرية الجليلة و4 أشخاص آخرين عند نقطة التفتيش العسكرية بينهم امرأة أثناء مرورهم على متن سيارة بالقرب من موقع تبادل إطلاق النار، كما تضرر عدد من المنازل السكنية جرّاء القصف العشوائي لقوات الأمن والجيش.

في غضون ذلك، شهدت محافظتا عدن وحضرموت مظاهرات غاضبة حاشدة مؤيدة للهبة الشعبية الجنوبية، وتضامنا مع سكان مديرية الشحر بحضرموت التي دارت فيها مؤخرا مواجهات بين مسلحين قبليين وقوات الأمن ومدينة الضالع التي تشهد منذ أسبوعين توترا أمنيا وسط اشتباكات متقطعة من حين لآخر بين مسلحين والقوات المسلحة، أسفرت جميعها عن سقوط عدد من القتلى والجرحى في صفوف الطرفين.

ولم تسجل أحداث عنف في التظاهرات التي خرجت عقب صلاة الجمعة، إذ رفع المتظاهرون أعلام دولة الجنوب السابقة، وصور سعد بن حبريش، والتزم المتظاهرون بالسلمية، كما لم تتدخل قوات الأمن لتفريق التظاهرات التي جابت عددا من شوارع مدينة المكلا والشحر وعدن.