تابع اللبنانيون أمس، استمرار جلسات المحكمة الدولية الخاصة بلبنان التي كشفت عن مفاجآت جديدة في عملية اغتيال الرئيس رفيق الحريري ورفاقه في الرابع عشر من فبراير 2005. وافتتحت الجلسة تحت حضور عدد من أقارب الضحايا. وتحدث القاضي جرايم كاميرون، عن موضوع شبكة الاتصالات والهواتف المستخدمة للتحضير لعملية الاغتيال، وكذلك شراء السيارة التي استخدمت لتفجير الموكب. ولفت إلى أن مراقبة المتهمين للحريري زادت بشكل كبير مع بداية شهر يناير، وعزا شراء السيارة المستخدمة في التفجير من طرابلس إلى كونها مدينة معظم سكانها من السنة، لذلك عمد المتهمون إلى محاولة تضليل العدالة إذا انكشفت المؤامرة.

واستكمل الادعاء العام ما تبقى من وثائق وصور ومجسمات تشرح وتحلل اللحظات الأخيرة لعملية الاغتيال، مشيراً إلى قواسم مشتركة تربط بين المتهمين، منها المصاهرة، كما أن جميعهم إلى الطائفة الشيعية، وبعضهم يقيم علاقة صداقة وجيرة بالبعض الآخر. وعدّ أن ذلك من أسباب عدم انسحاب أي منهم من المؤامرة، أو الحديث عنها والاعتراف بوقائعها.

وكشف الادعاء الاسم المستعار الذي كان مصطفى بدر الدين يختفي وراءه، وهو "سامي عيسى"، مشيراً إلى أنه "رجل متعدد العلاقات النسائية، يمتلك يختاً بحرياً ومنازل ومحلات للمجوهرات، ويتحرك كالشبح بحيث لا يسمح لأحد بتصويره".

وكشفت المحكمة أن المدعو أبو عدس، ليس نفسه الانتحاري الذي فجر نفسه، رغم محاولات المتهم حسين العنيسي لتضليل التحقيق عبر هذا الادعاء، إلا أن فحوص الحمض النووي للانتحاري لم تتطابق مع فحوص الحمض النووي لوالدة أبو عدس وشقيقته". كما أكدت أن العبوة الناسفة فجرت يدوياً وليس عن بُعد، لتفادي أجهزة التشويش الموجودة في إحدى سيارات الموكب.

بدوره، أكد النائب مروان حمادة، أن المحكمة أطبقت على القتلة بمجموعة دلائل وقرائن وإثباتات بالثواني والدقائق ولم تترك مجالا للشك بأن المتهمين الأربعة هم بين القتلة المشاركين في الجريمة، وربما في غيرها من الجرائم. وقال "هذا يدعونا إلى الطلب من حزب الله مجدداً التعاون مع المحكمة الدولية لتسليم المتهمين والسعي إلى استجوابهم حرصاً على مستقبل العلاقات الإنسانية في لبنان وقبل العلاقات السياسية".

من جهة أخرى، قتل 7 أشخاص وجرح 15 آخرون في قصف صاروخي على بلدة عرسال أمس. وأعلن رئيس البلدية علي حجيري، أن مصدر القصف هو مواقع تابعة لحزب الله من منطقة اللبوة اللبنانية. كما أوضح مسؤول الصليب الأحمر أن من بين القتلى 6 أطفال.

وكانت عدة صواريخ قد أطلقت من الجانب السوري على أراض لبنانية، حيث سقط صاروخان عند مفترق بلدتي الكواخ والقصر. كما أفيد عن سقوط 4 صواريخ أخرى على سهول منطقة اللبوة وزبود وخراج بلدة الهرمل.

ونفذ الطيران الحربي السوري غارات على محور جوسيه - القاع على الحدود اللبنانية السورية. وقد أوضح رئيس بلدية عرسال، أن 4 منازل أصيبت بشكل مباشر.