عبدالله يحيى النخيفي


في حلقة من حلقات برنامج (الأسبوع في ساعة) الذي يبث على قناة روتانا الخليجية.. فتح مقدم الحلقة الإعلامي: (إدريس الدريس) ملف القضية الفلسطينية.. وقد استضاف أكثر من شخصية مهتمة بالشأن السياسي، وذلك من أجل الوقوف على الأسباب التي حولت تلك القضية الأساسية التي كانت تجمع الأمتين العربية والإسلامية تحت رايتها.. إلى قضية منسية! وقد اتفق الجميع في الحلقة على أن الربيع العربي ساعد على نسيان القضية وساعد على إضعاف الموقف العربي.. ما لفت نظري أكثر في الحلقة هو حديث الدكتور ماجد التركي، وهو رئيس مركز الإعلام والدراسات العربية_ الروسية.. إذ قال ما معناه: "إن القضية الفلسطينية تعيش مرحلة المشروع الثاني من الاستراتيجية الإسرائيلية في المنطقة العربية.. بمعنى أن إسرائيل لم تعد مكتفية بالأرض الفلسطينية المحتلة.. بل أصبحت تتمدد خارج الأراضي الفلسطينية، وهذا يظهر في انتشار شركاتها في الشمال العراقي.."

من هنا نعرف أن ما يعرف بالربيع العربي كان نقطة انطلاق جديدة لمرحلة جديدة في الاستراتيجية الإسرائيلية للتوسع في المنطقة العربية.. وكل ذلك يعني أنها أصبحت أكثر قوة مما قبل، وأن العرب أصبحوا أكثر ضعفا مما قبل!

من هنا يجب أن نعرف، أن ما يعرف بالربيع قد جاء بما تتنماه دولة إسرائيل من دون علمنا! فهيأ لها السبل للتمدد.. وأصبحت شركاتها تتملك المساحات الواسعة من الأراضي في الشمال العراقي.. وأصبح العرب أكثر فرقة وضعفا مما قبل.. وأصبحت جراحاتهم متوزعة على الخارطة كلها.. وما زاد من وجعها وألمها هو سعار المذهبية والطائفية الذي أصبح يزداد انتشارا في جسدها.. هكذا يجني العدو ثمار ما يعرف بالربيع العربي، ونتفنن نحن في التخوين والتكفير والقتل والتشريد فيما بيننا باسم (الربيع)..!! لك الله يا فلسطين وكفى.