تعاني بعض الأمهات من رفض أطفالهن تناول الطعام بالمنزل، وإقبالهم على تناول الوجبات السريعة أو الحلويات، التي لا تمثل فائدة صحية، ولا تمدهم بالطاقة اللازمة، مما يؤدي إلى ارتفاع معدلات السمنة بين فئة الصغار من طلاب مرحلتي الروضة والابتدائية الذين يقضون هذه الأيام عطلة مدرسية، وسيمكثون ثلاث أسابيع أخرى بلا دراسة.

وكثيرا ما يقضي الأطفال أوقات عطلتهم مع أجهزة الألعاب الإلكترونية، والاتصالات الذكية، مما يجعلهم قليلي الحركة، ومنصرفين عن الأكل. الأمر الذي يشكل معضلة بالنسبة للأم.

تقول أخصائية التغذية بمستشفى المانع العام بالجبيل حنان آل جمعة لـ"الوطن"، "تؤثر نوعية الغذاء بشكل مباشر على حالة الطفل الصحية والنفسية، فتناول الغذاء الصحي يساعد على إعادة تجديد الخلايا والأنسجة، إضافة إلى إمداد جسـم الصغير بالعناصر الغذائيـة الأساسية اللازمة؛ لتقوية بنيته العضلية والجسمية والذهنيـة، في حين أن تناول الوجبات السريعـة، أو الجاهزة أو الحلويات لا يقدم له أية فائدة غذائية، بل يضر بمعدل نموه الطبيعي، بسبب ارتفاع محتوى تلك الوجبات من الدهون المشبعة، والسعرات الحرارية. وعلى الرغم من مساوئ هذه الوجبات إلا أن الأطفال يميلون لتناولها بصورة يومية.

وهنا يجب على الأم عدم الرضوخ لرغبة الطفل، وشرح أضرار الوجبات غير الصحية له".

وأضافت أن "على الأم تشجيع أطفالها على تناول الغذاء الصحي، من خلال دعوتهم للمشاركة في إعداد السفرة، وأخذ آرائهم في الوجبة التي يرغبون تناولها، والاشتراك في إعدادها تحت إشراف الأهل، وترتيب أطباق الطعام العائلة، وتزيينها بنفس الطريقة المتبعة في المطاعم، كما يمكن أن تستخدم الأم أطباقا وأدوات مائدة ملونة، تحمل رسومات محببة للطفل. كما يفضل دعوة الطفل لاختار الأواني الخاصة به، ما يعزز الثقة في نفسه، والانتماء للأسرة والطعام المنزلي".

وقالت حنان "يجب على الأم عدم مكافأة الطفل ماديا من أجل أن يأكل، بل يجب أن يدرك أن الحفاظ على النفس إحدى الضروريات الخمس في الإسلام، وأن تناوله الطعام واجب لبناء جسمه وعقله، ولا بأس من التشجيع المعنوي. كما يجب على الأم عدم الغضب حين يرفض الطفل الأكل؛ كيلا يتحول الأمر إلى سلوك مرضي".