حاولت أن أجد آخر إحصائية لعدد من نفقدهم يوميا وسنويا؛ بسبب حوادث السير على طرقاتنا الداخلية والخارجية، وبينما أنا أبحث عن ذلك في العم "جوجل"، تعبت لكثرة ما كتب وقيل عن هذه القضية الكبرى، فهناك عدد مهول من الصفحات المليئة بروابط خاصة بأخبار ودراسات ومقالات وتعليقات اهتمت بشكل مباشر ومحدد بعدد من يموتون ويصابون، وعدد من يصابون بإعاقات دائمة بسبب الحوادث، حتى بتنا رقما بارزا ومميزا مرصودا ومعلنا عالميا.

نفقد في السعودية سنويا أكثر من سبعة آلاف قتيل في الحوادث المرورية، بينما يصاب أكثر من 40 ألفا آخرين، 30% منهم يصابون بإصابات مستديمة تصل إلى الشلل، إذ يتحولون إلى مقعدين، بحسب دراسة حديثة.

وقدرت الدراسة الخسائر الناجمة عن الحوادث المرورية بنحو 79.92 مليار ريال، في حين يقدر إجمالي تكاليف علاج الإصابات البسيطة بنحو 170.73 مليون ريال، وإجمالي تكاليف علاج الإصابات البليغة يقدر بنحو 135 مليون ريال، وتكاليف الإضرار بالممتلكات "السيارات" تقدر بنحو 6.94 مليارات ريال، أما إجمالي التكاليف الشاملة للحوادث المرورية فتقدر بنحو 87.17 مليار ريال.

ما أود قوله: إننا تعبنا من كثرة أسابيع المرور، وتعبنا من كثرة مبادرات التوعية، بينما أعداد القتلى في تصاعد، وبات الموت يحلق في كل مكان، ويحاصر كل الأسر؛ جراء فوضى عارمة في شوارعنا وطرقنا تؤكدها نفس تللك الدراسات الحديثة التي تقول: إن 85% من الحوادث التي تقع في السعودية سببها البشر أنفسهم، فلقد جربنا حلولا كثيرة بقيادة الأجهزة العسكرية وأقصد المرور، وقد ثبت فشل كل هذه الحلول خاصة القائمة على التوعية؛ لأن التوعية ما لم تثمر عن سلوك مطبق، لا تنفع مهما كان حجمها، ومهما كان حجم ما صرف عليها، ومهما كان منصب ودور من يقف وراءها، ولهذا أقول: لماذا لا نحاول ولو لمرة واحدة أن نحول ملف هذه القضية للقطاع المدني لعله ينجح؟، ثم ما المانع أن نطلب مساعدة خارجية في جانب الحلول بعد أن حاولنا كثيرا دون فائدة؟