يشكل التهافت على رئاسة الأندية السعودية علامة استفهام كبيرة وسط ما تعاني منه هذه الأندية من تخبطات إدارية وديون متراكمة وأزمات خانقة وانتقادات إعلامية وغضب جماهيري، ومع ذلك فإن هناك تسابقا على الترشح من أجل الوصول إلى الكراسي.
وما يثير العجب أكثر أن الرغبة في الوصول إلى الكراسي دفعت شخصيات رياضية للتقدم لانتخابات أندية لا تنتمي إليها، أبرزهم عبدالرحمن العطاس، الذي تقدم لرئاسة نادي الاتحاد رغم أنه يحمل عضوية شرف في الغريم التقليدي الأهلي، والأهلاوي الآخر ماهر بندقجي، الذي خاض غمار انتخابات العميد قبل 3 أيام، ومن قبلهم رئيس الشباب الحالي والحزم سابقاً، عضـو الشرف النصراوي خالد البلطان. يرى رئيس نادي التعاون سابقاً محمد السراح، أن رئاسة الأندية إغراء مثير أمام بعض رجال الأعمال الذين يمتلكون المال لأنها تحقق لهم واجهة اجتماعية حتى أكثر من تلك التي تتحقق للاعبين، فبعض رجال الأعمال أصحاب الثروات يصلون عن طريق كراسي الرئاسة إلى المجتمع بسرعة بل وعن طريقها يتحقق لهم عدد من الصفقات الاستثمارية المربحة. ويضيف "البعض يقدم على المنصب لإيمانه أنه يمكن أن يضيف شيئا أو يقدم عملا أو ينقذ الفريق مثلا بالاعتماد على شركات الرعاية التي يكون قد اتفق معها مسبقا لحل جزء من المشاكل المالية".
من جهته، يؤكد نائب رئيس نادي الاتفاق خليل الزياني، أن الصراع على الإدارات أشبه بصراع على "تركة وقف" لأن هؤلاء الرؤساء لا يستفيدون منها مالا ولا يجدون مردودا ماديا بل إن الرئيس يدفع أموالا طائلة ربما من باب حب الشهرة والأضواء والرغبة في استقطاب وسائل الإعلام، وبالتالي يحصل على مكانة اجتماعية كبيرة مع أنه من المفروض أن يكون العمل مشروعا لا يتسم بالنزاعات واتخاذ الطرق الملتوية في لعبة الكراسي، وأن ينطوي على التعاون والجماعية وروح الفريق الواحد بعيدا عن الديكتاتورية وتحقيق الاستثمارات الشخصية".
من جانبه، يوضح مدير فريق كرة القدم بنادي الاتحاد سابقا حمد الصنيع، أن الكرة هي عشق يسعى كثير من الناس لتوفير الوقت من أجل متابعتها أو المساهمة بها بأي شكل من الأشكال، ولهذا تشغف بها الجماهير ويقدم على العمل في أنديتها رجال الأعمال ممن يملكون القدرة المالية لإضافة شيء للنادي كتحقيق البطولات ولأنفسهم أيضا من شهرة وصيت.
يقول: "تدخل وتخرج أسماء عدة في الأندية حسب نتائج الفرق التي تحققها فهي من تؤثر على استمرارية الرؤساء أو انسحابها. وإذا ضربنا المثل بنادي الاتحاد نجد أسماء ارتبطت بأذهان الناس مثل حسين لنجاوي، وطلعت لامي، ومنصور البلوي، ممن تحققت إنجازات للاتحاد خلال فترات رئاستهم. وهؤلاء لا يجدون مردودا سوى الشهرة والزخم الإعلامي وتسجيل أسمائهم في التاريخ. وكل شخصية اجتماعية لها خلفية استثمارية سترغب أن تخوض التجربة خصوصا أن الأندية الآن تحقق مردودا ماليا أفضل من السابق وناد مثل الاتحاد يحظى بقاعدة جماهيرية كبيرة قادرة على دعم الرئيس من خلال أعضاء الشرف والمحبين إذا ما رأت أن الإدارة تسير في الطريق الصحيح وبطريقة احترافية".
ويرى مدير العلاقات العامة والإعلام في رابطة دوري المحترفين أحمد المصيبيح، أن الهدف الأول من البحث عن كرسي الرئاسة هو خدمة الكيان، إضافة إلى حب الأضواء من قبل البعض خصوصا في الأندية الجماهيرية والتي عن طريقها تصل الشخصيات إلى المجتمع وتحقق غايات اقتصادية، تساعدهم في ذلك شركات رعاية لتخفيف الضغط المالي عليهم. والبعض الآخر يرى في نفسه الكفاءة لإدارة الأندية ويريد تقديم خدمة للنادي من خلال برنامج عمل ناجح.