جذب مهرجان الزيتون بالجوف آلاف الزوار إلى المنطقة خلال فترة إجازة منتصف العام الدراسي، ولم يمنعهم البرد أو طول المسافة عن قطع آلاف الكيلو مترات للاستمتاع بالمهرجان السنوي، فيما لم يقتصر زوار الزيتون على أبناء المملكة القادمين من أقصى الجنوب وحتى الشمال بل امتد ليجذب الخليجيين لزيارة الجوف.

ويقول عارف عافت من الكويت، وخالد المزروعي من الإمارات، إن سمعة منطقة الجوف في إنتاج الزيت وصلت إلى جميع دول الخليج العربي، وعرف عن المنطقة جودة زيتها وزيتونها، لذلك حضرنا مع مجموعة من الأصدقاء لشراء كميات كبيرة من الزيت والزيتون، وأقمنا ثلاث ليال في منطقة الجوف، تعرفنا خلالها على معالم المنطقة وأبرز ما تشتهر به من نخيل حلوة الجوف الذي ميز أهلها بالجود والكرم، في الوقت الذي أبهرهم فيه تنظيم المهرجان الذي يرتقي للعالمية. وأضافا: فوجئنا بهذه المنطقة وما تمتلكه من مقومات وأماكن سياحية شغلت يومنا بالكامل، ولم نعتقد أن بلدا طرفيا يقع شمال السعودية يمتلك مثل هذه المواقع السياحية، مؤكدين أنهما سيكرران الزيارة متى ما سمحت لهما الفرصة.

أما محمد المطيري فقال إنه حضر من قطر طلباً للمنتج المبارك، وزيارة المعرض الفريد من نوعه بالخليج العربي، لافتاً إلى أن المعارض كثيرة ومتنوعة، ولكن معرض زيت الزيتون بالجوف لا يوجد له مثيل في الخليج. وأكد أنه سعيد بهذه الزيارة وأن القرار الذي اتخذوه لزيارة الجوف كان موفقا.

وشهد الزيتون زيارات من كافة المناطق السعودية، إذ حضر من شرورة عمر الصيعري، وصالح محمد، وعيضة مسفر، وعبدالإله سالم الصيعري، ويقول الأخير إن سمعة منطقة الجوف في إنتاج الزيت شكلت لديهم قناعة بأهمية زيارة المنطقة والتعرف على منتجاتها الزراعية ومشتقات المنتجات من الصابون والفحم والمخللات، كما أنها فرصة سانحة للتعرف على آثار الجوف، خصوصاً أن المنطقة تعد من أشهر المناطق الأثرية بقلاعها الحصينة وحصونها التاريخية كقلعة مارد وقصر زعبل وسجد عمر والرجاجيل، كما أعجبوا بالتنوع الثقافي الذي كان مصاحبا لمعرض بيع الزيت حيث أقيمت الفعاليات الثقافية والعروض الفلكلورية الشعبية والأمسيات والبرامج الترفيهية وجناح للأسر المنتجة يتم فيه بيع المنسوجات وجناح للأكلات الشعبية والوجبات.

أما مساعد الحربي من القصيم فقال إنه ذهل لما شاهده في المهرجان، واصفا التنظيم بأنه أكثر من رائع، فيما كان برنامج "مجاز" مصدر طمأنينة لجودة المنتج بعد أن كان يلجأ في السابق إلى الزملاء لاستشارتهم في أجود أنواع الزيت وأجود مراكز البيع في المعرض، لكن الآن وبجهود منظمي المهرجان أصبح البحث في معرض الزيتون ليس عن الجودة بل عن السعر الأفضل وإلا فجودة المنتج كلها واحدة. خلف القاران من منطقة الحدود الشمالية اعتبر المهرجان تظاهرة ثقافية كبيرة، وأن المبهج في الأمر أن المعرض، إضافة إلى كونه نافذة تسويقية كبيرة لصغار المستثمرين، إلا أنه يضم الأقسام التي تخص الطفل؛ حيث يقام سيرك يومي تتم فيه العروض الترفيهية والمسلية للأسرة والطفل. كما يستمتع عشاق الشعر بالأمسيات الشعرية والمحاضرات الثقافية مما جعل من المهرجان ملتقى للثقافة والاقتصاد في المنطقة. وأثنى عدد من ضيوف المهرجان على منطقة الجوف ومهرجان الزيتون، فيما عاتب الخبير بالاستشارات التربوية والنفسية والأسرية وتربية الأبناء الدكتور ميسرة طاهر أستاذ الصحة النفسية والعلاج النفسي بقسم علم النفس في جامعة الملك عبدالعزيز وسائل الإعلام لعدم إظهار منطقة الجوف أمام العالم بمظهرها الحقيقي.