ألمح عضو الائتلاف الوطني السوري أحمد رمضان إلى أن بعضاً من وفد النظام السوري الموجودين في مونترو السويسرية لحضور مؤتمر جنيف 2، لديهم الرغبة في الانشقاق عن نظام بشار الأسد، على الرغم من الاحتياطات الأمنية التي وضعهم النظام في إطارها.

وأكد رمضان هذه المعلومات نقلاً عن مصادر غربية، وقال في تصريحات إلى "الوطن": "من المحتمل حدوث انشقاقات داخل وفد النظام القادم إلى مؤتمر جنيف 2، وليس بالضرورة اليوم أو غداً، لأننا شعرنا أن بعض أعضاء النظام "مرغمون" على الحضور، ونحن نعتقد أن النظام أرسل بعض العناصر الأمنية، التي من شأنها منع أي عضو في الوفد من عقد لقاء ثنائي منفرد مع أي شخصية أخرى، بما فيها الوفود الأجنبية، خوفاً من حدوث انشقاقات داخل وفد النظام، وهو أمر غير مستبعد".

تصريحات رمضان هذه، تُعيد إلى الأذهان إقالة النظام السوري نائب رئيس الوزراء قدري جميل، بذريعة عقده لقاءات خارج أراضي بلاده، دون ترتيب مسبق مع النظام في دمشق، في خطوةٍ من نظام الأسد ترمي إلى تحذير كل من يتجه إلى مثل هذه الخطوة، ويُقدم على الجلوس مع أي وفدٍ أجنبي دون ترتيب مسبق مع بلاده. وتابع عضو الهيئة السياسية في الائتلاف الوطني السوري حديثه قائلاً "هناك محاولات التزام من الأطراف الثلاثة، الأمم المتحدة، وروسيا، والولايات المتحدة، لدفع النظام إلى الالتزام بما تم الاتفاق عليه، وعدم التشويش على مسار المؤتمر، وأن النظام أدرك الآن أنه في عزلة دولية، تعتبر بداية النهاية".

وأسهب رمضان بالقول "النظام يدرك أن جنيف 2 هو بداية لانتقال السلطة، وأن هناك عملية موازية تجري لطرح ملف انتهاكات الحرب، عبر محكمة الجنايات الدولية، التي سيخضع لها بشار الأسد وكبار المسؤولين، ستتم خلال بضعة أيام من الآن، مما يعني نهاية النظام ورحيل المجموعة معه". وبيّن أن لدى الوفد الحكومي توجهاً للاستخفاف بالمؤتمر، وهو ما جسده بعض أعضائه من خلال عدم الالتزام بنص الدعوة الموجهة إليهم، وبقرارات مجلس الأمن، إضافة إلى عملهم على إفشال المؤتمر، ورفض مبدأ انتقال السلطة. وأشار رمضان إلى أن وزير خارجية النظام وليد المعلم استخدم تكتيك الاستفزاز والتصعيد ومحاولة إهانة الدول الصديقة، كما استهان بدماء الشهداء السوريين ومعاناة 10 ملايين سوري بين نازح ولاجئ داخل وخارج سورية. وأضاف "كانت هناك محاولات من قبل المعلم لاستفزاز الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون من خلال حوار تجاوز فيه الدبلوماسية واللباقة، حيث رفض التوقف عن الحديث حتى بعد الجرس الذي أنهى به الأمين العام الوقت المحدد للكلمة السورية".

واعتبر أن وفد المملكة الذي قاده وزير الخارجية الأمير سعود الفيصل كان الأكثر ذكاءً في الوفود المشاركة، حيث رفض الدخول في أي جدال مع الوفد النظامي السوري، رغم التجني والاتهامات الباطلة التي استخدمها، في محاولةٍ للمساس بموقف المملكة والدول الشقيقة". وقال "موقف الائتلاف كان واضحاً، ويسعى إلى إنجاح محادثات جنيف 2، والمطالبة بالتزام النظام بما ورد في جنيف 1، وأن يكون هناك وضوح في الجدول الزمني للمفاوضات".