تعج خيمة المأكولات الشعبية بمهرجان الزيتون بالجوف بالزوار بشكل يومي منذ افتتاحها عصرا وحتى آخر المساء، وباتت مأكولات بعض السيدات المشاركات محل طلب لزوار المهرجان يتسابقون لشرائها قبل نفاذ الكمية اليومية.

خيمة المأكولات الشعبية التي تنظمها جمعية الملك عبدالعزيز الخيرية النسائية بإشراف مباشر من الأميرة سارة بنت عبدالله، تنظم لأول عام بعد أن تم فصلها عن موقع الأسر المنتجة؛ بسبب ارتفاع عدد المشاركات في هذا العام وارتفاع الطلب من الزوار، وبين المشرف العام على الخيمة المهند عبدالعزيز الرويلي، أن مأكولات سيدات الجوف أصبحت تنافس المطاعم لجودتها ومذاقها المختلف وثقة المشتري بنظافة وجودة العمل النسائي بالمنازل خلاف ما يحدث بالمطاعم.

وأكد الرويلي أن عدد السيدات بالمعرض يبلغ 60 مشاركة يتمكنّ بشكل يومي من بيع جميع إنتاجهن من المأكولات والحلويات وخلافه، وهو الهدف الرئيس من تنظيم الخيمة لفتح نافذة تسويقية لهذه الأسر، وتحقيق عائد اقتصادي جيد، مبينا أن جائزة الأميرة سارة بنت عبدالله حفزت الكثير من السيدات، وحتى الشابات على الكشف عن مواهبهن والمشاركة بالمعارض لهذا العام، وسط جودة عالية في التنافس بينهن انعكس إيجابياً على المنتج المقدم.

ولفت إلى أن منطقة الجوف تشتهر بعدد من المأكولات الشعبية المتنوعة مثلها مثل باقي مناطق المملكة المختلفة؛ ومتميزة بمكونات غذائية يحرص أهالي المنطقة على تناولها مثل المرقوق الجوفي، والخبز المطحن، وجريش السمن.

وعرضت نساء الجوف في أجنحة الأسر المنتجة المشاركة في المهرجان أطباقا متنوعة، أبرزها المرقوق الجوفي الذي يعتمد في تحضيره على عجين القمح واللحم وبعض الخضار الذي يضفي عليه نكهة يرغبها الكثير من أبناء المنطقة، إلى جانب تقديم "خبز المطحن" الذي يحضر بطريقة يدوية على الصاج، ويعد من أهم مكونات المائدة الجوفية، فضلا عن أطباق القرصان المخلوط بالبازلا والبطاطا والقرع، بينما قدمت أخريات فنون طبخ الجريش الممزوج بالبصل المحمّر والسمن، ووجدت هذه العروض الإقبال الكبير من زوار المهرجان.

وفي أحد أركان المعرض، برزت أنواع من البهارات الطبيعية والمطحونة مثل الكمون، والفلفل الأسود والأبيض، وبذور الكزبرة، وأعواد القرنفل، وغيرها من البهارات المتميزة بروائحها الذكية، التي تضفي على الطعام نكهة خاصة، سيما على الأطعمة الشعبية المشهورة في المملكة، مثل كبسة اللحم بالأرز، التي تسابق زوار المهرجان على تذوقها.

وعرضت الأسر المنتجة جانبا من صناعة الدبس المشتق من التمور، والدقل المشتق من حليب وألبان الضأن والماعز، إضافة إلى السمن البري الذي نال اهتمام الكثير لجودة نكهته وخلوه من أي إضافات شائبة، وأغصان الأرطا التي يستخدمها النساء مع أوراق الحناء، فيما شكلت الفتيات حضورا لافتا في المهرجان، إذ تفنن في تقديم أنواع مختلفة من الحلوى التي تدخل في مكوناتها منتجات الزيتون، والتمور، والشوكولاتة، والفانيليا، والفراولة، والتوفي ممزوجة برقائق القمح، وجذبت هذه المنتجات الحديثة الكثير من زوّار مهرجان الزيتون.

وتفننت فتيات الجوف في تقديم مأكولات المطاعم العالمية بصناعة أيديهن، وتقديمها بطريقة فاخرة لاقت استحسان الزوار، إذ يقدمن البرقر والبيتزا وسندوتشات مختلفة من الدجاج واللحوم.

وتقول أم خالد وهي إحدى المشاركات بالمعرض، إن عشرات الزبائن يحضرون يوميا خصيصا لتناول المأكولات الشعبية، وذلك بسبب عدم وجود هذه المأكولات بالسوق، وقالت إنها ـ ولله الحمد ـ لم تعد إلى منزلها يوما ومعها شيء مما أحضرته للبيع، مبينة أنه لو كان لديها مزيد من الوقت لاستطاعت إنتاج كميات أكبر من ذلك؛ لأنها على ثقة تامة بنجاح تسويقها.

فيما تقول أم بدر إنها لا تعود إلى منزلها بشيء من المأكولات بل تعود بقائمة من الطلبات؛ كي تحضرها معها في اليوم التالي، وتابعت: ولله الحمد لم نجد فرصة أفضل من المهرجانات لتسويق إنتاجنا، وما زلنا في انتظار سوق دائمة للأسر المنتجة بالجوف؛ لأنها ستكون مصدر رزق لمئات الأسر بالمنطقة.