عشرات الأشخاص الذين لا توحي هيئتهم بأنهم أثرياء كانوا مستعدين لدفع مبالغ طائلة لشراء تراثيات لا يعرف قيمتها سواهم؛ توافدوا من كل صوب للبحث عن أكثر القطع ندرة لشرائها من المزاد العلني الذي شهده متحف الشريف بالطائف الاثنين الماضي لبيع أكثر من 500 قطعة تراثية. لم يكن المزاد العلني أو "مزاد الطيبين" ـ كما يسميه البعض ـ حدثا عاديا، بل كان محط أنظار عدد كبير من المهتمين بالتراث الذين توافدوا من جميع مناطق المملكة. يقول مالك المتحف والمشرف على المزاد علي بن خلف الشريف، إنه "كان مزادا استثنائيا دعوت إليه عددا كبير من أصحاب المتاحف من جدة، والأحساء، والرياض والمهتمين بهذا المجال؛ لإثراء تسويق القطع التراثية التي تحظى باهتمام شريحة من الناس"، مشيرا إلى أن المزاد الذي يقام بين فترة وأخرى حلقة تواصل بين المهتمين بالتراث الذين يأتون إليه من أقطار شتى.

وعن تعريف التراث، قال إن "التراث يختلف من منطقة لأخرى، لكن تم الاتفاق في نهاية المطاف على أنه كل ما كان في أيدي الأجداد، ولم يعد له وجود، تراث يجب المحافظة عليه". وفي حين شهد المزاد الذي حضرته "الوطن" عرض عدد من الأواني المنزلية، والسيوف، والخناجر، والقطع الأخرى التي سجلت أرقاما قياسية في المزاد، إلا أن كثيرا من أصحابها لم ترضهم الأسعار المعروضة لها، ففضلوا الاحتفاظ بها إلى أن تحقق قيمتها الفعلية.

يقول أبو سطام "صاحب متحف بجدة"، "قدمت من جدة لحضور هذا المزاد لشراء عدد من القطع النادرة لتكون ضمن متحفي الشخصي الذي أنشأته منذ 27 عاما".

وأضاف، إن المزادات فرصة نادرة لاقتناء القطع التي لا يمكن الحصول عليها إلا من خلالها، مشيرا إلى أن عشاق التراث وإن كان بعضهم لا تظهر عليه ملامح الثراء على استعداد لدفع كل ما يملكون من أجل شراء قطع تراثية نادرة، في الوقت نفسه لا يفرطون في القطع التي يمتلكونها، إلا إذا كانت مكررة لديهم، فيعرضونها ويتلقى الثمن الذي تستحقه.