الإساءة الهولندية إلى الإسلام وإلى السعودية، لم تحصد رغم حديثنا عن "مهد العروبة ومهبط الوحي وقبلة المسلمين"، الأصداء التي تستحقها، مقارنة بطوفان وضجيج المطالبة بالمقاطعة مع كل حدث يستخدمه "الحركيون أعضاء التنظيم الإرهابي وأتباعهم" بدناءة وخسة للتشكيك والتحريض ونشر الأكاذيب حول أي خطوة تتخذها قيادتنا الرشيدة.

لم ترتق ردود الفعل إلى ربع ما حصدته إساءات سابقة بسبب ملصقات طبعها السياسي اليميني الهولندي المتطرف فيلدرز تحمل تعليقات وشعارات مناهضة ومسيئة إلى الإسلام، وإلى رسولنا الكريم صلى الله عليه وسلم وإلى القرآن الكريم.. طبعت على شكل علم المملكة العربية السعودية.. وحصدت تصريحاته المعادية للإسلام الغضب والاستياء.

حزب الحرية الهولندي.. في المركز الأول وفقا لاستطلاعات الرأي العام المعلنة قبل انتخابات البرلمان الأوروبي، وستجرى في هولندا.. وعمل على إشاعة العنصرية ضد المسلمين وفقا لقاعدته الجماهيرية العريضة المسهمة بانتخابه في تفشي الكراهية.. وتضغط عليه تطلعات حزبه لإحراز الفوز.

تلك مفارقة، فالديموقراطية التي صدعونا بها مبنية فيها برامج المرشحين على أساس الهبوط القيمي والأخلاقي ونشر العنصرية الكريهة، والتمييز والحط من الآخر المختلف، وأن يكون إمام المسلمين خادم الحرمين الشريفين ـ حفظه الله ـ داعيا للسلام والحوار والدول التي تصنفها تقارير المنظمات المشبوهة بأنها متحضرة وهي الأكثر حرية... إلخ هذا الهراء وغسيل الدماغ الإعلامي..

أقول هذه الدول التي تحاضر على منطقة العالم العربي والإسلامي، بينما من المفارقة أن تمارس نخبتها السياسية عكس المثاليات التي يروجون لها ويخالفونها بطريقة سافرة.. فيلدرز وتصريحاته المعادية للإسلام، وفقا لما يؤمنون به من حرية تعبير يحاول احتلال مقاعد البرلمان مستفزاً بعد القرار السعودي "المستثمرين في بلاده" من أن تطولهم العقوبات السعودية في شكل مباشر، بما يعني أنه يتطلع إلى تصويت فئات وطبقات اجتماعية تم تخويفها وترهيبها من الإسلام والمهاجرين بواسطة أداة تشويه قبلة المسلمين لتنتخبه مع جهلهم بحجم الأضرار الاقتصادية التي ألحقها ببلادهم لخدمة مصالح حزبه التي تلتقي مع أهداف الإعلام الصهيوني ويوظف غالبية المنابر العالمية للإساءة إلى الإسلام لطمس جرائم الصهيونية وحقيقة دعم إسرائيل للتنظيمات الإرهابية الواضحة مهما كانت محاولات قلب الحقائق..

السعودية أعلنت فرض عقوبات تجارية على شركات هولندية، وخفض عدد تأشيرات الدخول لرجال أعمال هولنديين، ردًّا على الإساءة المتعمدة إلى الإسلام بصدور القرار السامي إلى مجلس الغرف، أكبر مظلة يجتمع تحت قبتها رجال الأعمال في السعودية، وتفيد بعدم تمكين الشركات الهولندية من المشاركة في المشاريع المستقبلية، ومن فرط الوقاحة رد فيلدرز في بيان على الإجراءات السعودية باعتباره أن هولندا "كان عليها أن تقاطع - ذلك البلد - منذ فترة طويلة" يقصد السعودية.. للحديث بقية.