في 28 شوال 1432، رعى الأمير نواف بن فيصل ندوة "انطلاق مشروع الأكاديميات الرياضية في الأندية السعودية"، وهو مشروع طموح يهدف إلى تنظيم عمل الأكاديميات في الأندية الرياضية، بحيث تخرج أجيالا من اللاعبين الأبطال في مختلف الألعاب.

هذا المشروع الذي تمت دراسته لمدة 3 سنوات حتى إطلاقه والاحتفال به، يبدو أنه أخذ الوضع الشكلي البحت، ولم يدرس المضمون بعناية تامة وعميقة كي نصل إلى نجوم حقيقيين في الألعاب التي تقدم أبطالا أولمبيين يقدمون الميداليات الملونة للمملكة.

هذه الأكاديميات التي يتحدثون عنها، فيما أعرف، هي فقط أكاديمتان واحدة في النادي الأهلي، والأخرى في النصر، وهما مختصتان بكرة القدم فقط، وبلغة الأرقام لم تقدما كثيرا للفريقين، وخاصة النادي الأهلي الذي دفع الملايين في إعدادها وتجهيزها فنيا وإداريا، ومع ذلك لم أرَ لاعبين بارزين مثلوا الفريق الأول وهم من خريجي هذه الأكاديمية.

من جانب آخر، وحسب الحفل الذي رعاه الأمير نواف في ذلك الوقت كانوا يتحدثون عن أكاديميات تهتم بكل الألعاب وليس كرة القدم فقط، ويبدو أن هناك قصورا في مكانٍ ما جعل الصورة غير واضحة؛ لأنه لا يوجد حتى الآن أكاديميات لتخريج نجوم في السباحة أو ألعاب القوى أو التايكوندو أو الكاراتيه، وهي الألعاب الأكثر ميداليات في الأولمبياد.

إنني أرى ومن خلال تجربتي الميدانية، أن الأفضل أن تقوم الرئاسة بعمل أكاديميات خاصة بها للألعاب المختلفة الأكثر أهمية في الأولمبياد، وتكون الأكاديميات في المدن الرئيسة مثل الرياض وجدة والدمام وجازان وبريدة والهفوف، ويتم البحث عن رعاة استراتيجيين لها كالبنوك وشركات السيارات وشركات الاتصالات للصرف عليها.

هذه الأكاديميات تكون تحت إدارة اللجنة الأولمبية السعودية، وهي من يضع أهدافها وآليات عملها ولوائحها بشكل دقيق ومحدد ووفق رؤية رياضية شاملة وكاملة لمستقبل الحضور السعودي في الأولمبياد، بحيث نعمل على منتج لما بعد دورتين أولمبيتين يستطيع المنافسة وتحقيق الميداليات.

إن انتظار الأندية لتقيم أكاديميات رياضية للألعاب المختلقة الجماعية والفردية أمر شبه مستحيل ومضيعة للوقت، والأفضل الحسم وإعادة دراسة الموضوع وترك الأندية وهمومها ومشاكلها وصعوباتها، والاتجاه إلى صناعة النجم الأولمبي من قبل الدولة وبأكاديميات الدولة وبمشاركة القطاع الخاص.

لا أعلم لماذا لا نكون مباشرين وواضحين في دراسة ظروفنا وحاجاتنا؟ ولماذا نذهب بعيدا في الأحلام والخيالات التي لن تفيد بل وتعيق التقدم للأمام؟ لأن الانطباع الذي يصل للمسؤول ليس هو الواقع المعاش، وإنما معلومات ناقصة أو مغلوطة؛ مما يجعله يعتقد بنجاح الفكرة ولكنه يصطدم في الحقيقة أن الوضع القائم مختلف.

لا أعلم كم عدد الأكاديميات التي تم الفسح لها من هذه الإدارة المختصة للأكاديميات الرياضية بمعهد إعداد القادة خلال السنوات الثلاث الماضية، وماهو المنتج الذي يتأملون فيه خيرا لتقديم أبطال أولمبيين في أولمبياد 2020 أو 2024؟!