كل المتهمين يبحثون عمن ينقذهم من "العقاب" سواء كانوا مرتكبين للجريمة حقا أو مشتبها بهم، وعلى الطرف الآخر "القضاة" يبحثون عن المجرم لمعاقبته ومنح المجني عليه "حقه".. ويقف بين الطرفين "محام" يدرك كل الأنظمة القضائية، ويحفظ القوانين واللوائح، فيشترك مع القاضي في البحث عن "المجرم"، ويشترك مع المتهم في بحثه عن سبل "النجاة"، ويكون "ضميره" هو الفيصل؛ وبذلك فـ"المحامي" ركن من أركان تحقيق "العدالة".
لكن.. مَن المحامي الناجح؟
الصورة الذهنية في عقل المجتمع تختزل المحامي الناجح في من يقدر على تخليص المجرم من العقوبة بذكائه وثغرات القانون والاحتيال على النظام، وليس المذنب في تلك الصورة غير "الفن" الذي رسم تلك الصورة السيئة، وسلبية المحامين الذين لم يدافعوا عن شرف مهنتهم ويحفظوا لمهنتهم الكرامة..!
العقل يقول إن المحامي هو الباحث عن إحقاق الحق، وإنقاذ المظلوم وكشف المجرم الحقيقي.. لكن واقع "كثير" من المحامين يقول: بذكاء المحامي ومال المجرم تقيد الجريمة ضد مجهول، ويحتفل المدان فيها بالبراءة دون أن يخجل من نفسه وهو يعلم أن حب المحامي للمال هو من أخرجه..!
"عتيق" أو "عتيج" كما ينطقها إخواننا الكويتيون شخصية محام جسدها حسين عبدالرضا بطرافة، تصلح شخصية "عتيق" لبعض المحامين في وقتنا الحاضر، فهو "عتيق" حتى في حيله القانونية لإنقاذ موكله، وينجح كثيرا لكن ليس بالذكاء بل لأن القانون "جامد" يسهل التحايل عليه إذا سلكت طرقا ملتوية وتخلصت من "الضمير الحي"..!
بعض الناس غير قادر على انتزاع حقوقه أو إزالة ظلم وقع عليه، فيلجأ إلى مهنة شريفة عنوانها الرئيس "العدالة" والثانوي "الإنسانية"، لكنه يصدم بواقع "مادي" بحت، لا يعرف الإنسانية ولا يبحث عن العدالة بقدر ما يبحث عن "الفوائد"..!
"بعض" المحامين يبتز أصحاب القضايا ليساومهم على "حريتهم" دون أن يفكر في أنهم مجرمون أو مظلومون أوقعهم غباؤهم أو خبث بعض المجرمين في شباك القضية، فيطلب منهم أموالا طائلة..!
مَن محامي الإنسان؟، ومن محامي الشيطان؟، ومن محامي المال؟
(بين قوسين)
المحاماة مهنة شريفة لتمييز الحق عن الظلم وإنقاذ المظلوم وكشف خيوط الجريمة، وليست وظيفة أو تجارة لجني المال!.