ألقت قوات الأمن المصرية القبض أمس، على خلية تابعة لجماعة "أنصار بيت المقدس"، التي أعلنت مسؤوليتها عن عدد من الهجمات الانتحارية والتفجيرات، واستهداف الشخصيات العامة، إضافة إلى محاولة اغتيال وزير الداخلية اللواء محمد إبراهيم. وأشارت مصادر أمنية إلى أن جهاز الأمن الوطني تمكن من اعتقال "أحمد سليم"، وهو في العقد الثالث من عمره من محافظة الإسماعيلية، ومعه 3 آخرون ينتمون لكتائب الفرقان التابعة للجماعة.

إلى ذلك، دمرت عناصر من الجيش الثاني الميداني في سيناء أمس، سيارة شاحنة، مما أدى إلى وقوع انفجار هائل نتيجة احتوائها على كمية كبيرة من المتفجرات. وقال المتحدث العسكري العقيد أحمد محمد علي، في بيان نشر على فيسبوك "القوات رصدت أيضا وقوف سيارة بالقرب من إحدى المعسكرات في مدينة العريش، وتم التعامل معها عن بعد مما أحدث موجة انفجارية شديدة لما تحتويه من مواد شديدة الانفجار، وذلك بعد ما وردت معلومات لقوات التأمين بشمال سيناء، تفيد بأن جماعة أنصار بيت المقدس تخطط لاستخدام عربات مفخخة ضد قوات الجيش والشرطة بمدن الشيخ زويد والعريش، وعلى إثر ذلك قامت العناصر الخاصة من الجيش الثاني بتمشيط تلك المناطق"، مضيفا أن 7 متشددين موالين لجماعة الإخوان قتلوا أول من أمس، في قصف جوي قامت به القوات المسلحة لمنزل أحدهم جنوب الشيخ زويد".

بدوره، قال المساعد السابق لوزير الداخلية اللواء حسام لاشين، إن قوات الأمن ألقت القبض على عدد من عناصر تنظيم بيت المقدس، وهو ما عدّه "إنجازا مهما يحسب لقوات الأمن، ويمثل بداية لإنهاء هذا التنظيم واقتلاع جذوره، خاصة أنه أعلن مسؤوليته عن كل الحوادث الإجرامية في مصر، وأعتقد أن الأجهزة الأمنية لديها معلومات مهمة، وأسماء كافة أعضاء هذا التنظيم عقب مصادرة أجهزتهم، والقبض على عدد منهم، وهو ما سيساعد أجهزة الأمن كثيرا في القضاء على التنظيم وقيادته".

من جانبه، توقع أستاذ العلوم الجنائية والخبير الأمني اللواء رفعت عبدالحميد، في تصريحات إلى "الوطن"، أن توجه القوات الأمنية الضربة النهائية القاتلة لتنظيم بيت المقدس والجماعة الإرهابية خلال 72 ساعة، مؤكدا أن إلقاء القبض على مجموعة من أعضاء التنظيم الإرهابي، يعد أقوى الضربات الأمنية التي توجهها قوات الأمن ضد الإرهاب الأسود، الذي يسعى للنيل والانتقام من الشعب المصري وأجهزة الدولة. وقال "اسم أنصار بيت المقدس هو اسم حركي لمجموعة من الإرهابيين ينتمون للتنظيم الدولي لجماعة الإخوان، إذ قامت الأجهزة الأمنية، وعلى رأسها جهاز الأمن الوطني، بتحريات بالغة الدقة ورقابة نافذة، لرصد أعضاء تلك الجماعة، التي تسعى لهدم البلاد والانتقام من ثورة 30 يونيو، وهذا الأمر يعدّ إحدى الحلقات الأمنية، وستكون هناك حلقات أخرى متتالية بتوجيه ضربات قاتلة لاقتلاع الإرهاب من جذوره من مصر، والقوى التي تقف وراءه وتدعمه".

وفي ذات السياق، قال الخبير الأمني العقيد خالد عكاشة، في تصريحات إلى "الوطن"، "تنظيم أنصار بيت المقدس معروف ومعلوم تكوينه داخل قطاع غزة منذ عام 2008، فهو تنظيم كامل له عناصره وتمويله الخاص به، وكتائب الفرقان هي أحد أجنحته، وقد تطورت في بنائها التنظيمي، إذ تعمل بنظام الخلايا العنقودية، التي لا تعلم عن بعضها شيئا، ولا يوجد ارتباط بينها؛ حتى إذا ضبطت مجموعة من قِبل قوات الأمن تستمر بقية المجموعات في عملها، وقد تم تشكيل كتائب الفرقان من بعض عناصره من المتخصصين في إطلاق قذائف آر بي جي والقذائف الصاروخية، وتم تدريبهم في معسكرات بليبيا، بجوار الشريط الحدودي تحت إشراف القيادي في تنظيم القاعدة ثروت شحاتة".

من جهة أخرى، تلقى عدد من ممثلي القوى الشبابية دعوة للقاء المشير عبدالفتاح السيسي، وزير الدفاع والإنتاج الحربي، الاثنين المقبل بإحدى دور القوات المسلحة لمناقشة المشهد السياسي الحالي، وترشحه في الانتخابات الرئاسية. وقال محمد عطية، عضو المكتب السياسي لتكتل القوى الثورية الوطنية، "أجندة اللقاء تتضمن عدة مطالب على رأسها تحقيق أهداف ثورتي 25 يناير و30 يونيو، التي تتلخص في شعارات: العيش والحرية والعدالة الاجتماعية والكرامة الإنسانية والإفراج عن المعتقلين من شباب الثورة، ووقف بطش وزارة الداخلية بالثوار، كما أن التكتل سيطالب بتعهد السيسي بعدم عودة نظامي مبارك والإخوان للمشاركة في الحياة السياسية مرة أخرى".