أخفق لاعبو النصر والهلال في تجاوز الضغوط العصبية والنفسية التي كانت تحيط بهم منذ إعلان مواجهتهم المباشرة في نهائي كأس ولي العهد، وعانوا كثيرا منها خلال شوطي المباراة، ما ألقى سلبية على مستوى المباراة الفني عموماً الذي لم يتجاوز المتوسط؛ برغم الهدف المبكر للهلال مع الدقيقة الثانية بواسطة ناصر الشمراني الذي أجاد التحرك دون كرة وسط غياب الرقابة والتركيز من قبل دفاع ووسط النصر، وتمكن على إثر ذلك من مواجهة عبدالله العنزي وأودع الكرة بكل سهولة داخل المرمى، وهو الهدف الذي لم يكن كافياً لأن تكون ردة فعل النصراويين إيجابية للدخول في المباراة فور صدمة الهدف، إذ احتاجوا وقتاً طويلا لأجل العودة ومجاراة لاعبي الهلال ميدانياً.

نيفيز ونقطة التحول

في مثل هذه المباريات الحاسمة التي يصعب معها التعويض وتكون مغلقة تكتيكياً، فإن بعض الفرص وإن كانت نادرة إلا أنها تظل ذات أهمية كبرى كـ"نقطة" تحول في مسار المباراة، وهذا ما حدث أولاً في الخطأ المحتسب لمصلحة الهلال على حدود منطقة الجزاء النصراوية مع الدقيقة الـ5 أي بعد هدف الشمراني بدقيقتين، إلا أن المتخصص وصاحب مهارة التسديد المثالي، البرازيلي نيفيز أضاع فرصة تسجيل هدف ثان في ظل حالة "التوهان" التي لازمت لاعبي النصر من البداية ولم تتغير مع هدف الهلال الأول.

ورغم دخول لاعبي النصر لأجواء المباراة بعد مضي وقت طويل، إلا أن عودتهم أجبرت لاعبي الهلال على التراجع كثيراً والاعتماد على إرسال الكرات الطويلة للشمراني في عمق دفاع النصر، أو للاعبي الطرف سالم الدوسري ونواف العابد.

ومنح هدوء لاعبي النصر وعدم استعجالهم جرعة ثقة بأنهم قادرون على الوصول لمنطقة جزاء الهلال نتيجة غياب التكامل في الأداء ما بين سعود كريري وكاستيلو، وسوء التغطية الدفاعية من قبل سلطان الدعيع وديجاو، ما تسبب في ارتباك نتج عنه وقوع خطأ جانبي لمصلحة الغامدي كان نقطة تحول في المباراة، مع تكفل سلطان الدعيع بتسجيل هدف التعادل للنصر عن طريق الخطأ في الوقت الذي حاول تعديل خطأه الأساسي بسوء الرقابة على محمد حسين الذي لعب الكرة برأسه فارتطمت بالقائم وعادت مرة أخرى، ولم يوفق في اتخاذ القرار المناسب حيالها في الوقت المناسب، وهذا ما تسبب في دخول الكرة في مرمى فريقه.

كرات مقطوعة

تأثر رتم المباراة كثيراً نتيجة التمرير الخاطئ من لاعبي الوسط في الناديين، ما أدى إلى ضعف بناء الهجمات التكتيكية من بدايتها، وتمسك كل طرف بالبحث عن أخطاء الآخر في محاولة لعل وعسى أن تجدي نفعاً في الوصول لشباك مرمى المنافس.

ورغم الانسجام الذي تميز به لاعبو النصر بشكل محدود، إلا أن تباطؤ نور وغالب كثيراً واحتفاظهم بالكرة أحرج زملاءهم حال استحواذ لاعبي الهلال على الكرة، بينما لم تستغل تلك السلبية النصراوية بشكل مثالي نتيجة وجود كريري وكاستيلو بنفس المركز ونفس الأداء.

جرأة كارينيو لم تستغل

هدف النصر الثاني من ركلة جزاء للسهلاوي في الدقيقة الـ58، أجبرت مدرب الهلال سامي الجابر على خطوة الجرأة الهجومية على حساب محور الارتكاز للبحث عن زيادة عددية لأجل الضغط على دفاع ومحاور النصر، ما دفع كارينيو للبحث عن استغلال الفراغات التي حدثت نتيجة اندفاع الهلال، ومنح يحيى الشهري وعبدالرحيم الجيزاوي فرصة المشاركة ما كاد يتسبب في تعديل النتيجة لو وفق نيفيز في تسجيل فرصتين على بعد أمتار قليلة عن مرمى العنزي، إضافة لانفرادية الشمراني من أطراف الملعب دون أن تجد مساندة فعلية من ياسر القحطاني رغم ابتعاد العنزي عن المذرمى.

ورغم الكرات الخطرة على مرمى العنزي كاد نيفيز أن يعدل النتيجة من إحداها إلا أن هذا لم يحرك ساكناً لدى البدلاء الذين شاركوا في منتصف هذا الشوط الثاني، وظلوا مكتفين بدورهم الهجومي في مغامرة من الصعب أن تطبق طوال الشوط الثاني، ولكنها في نفس الوقت قربت النصر من إضافة هدف ثالث لم يوفق إلتون في تسجيله حتى غادر في آخر دقائق المباراة نتيجة الجهد الكبير الذي بذله من أول المباراة بمحاولة الضغط على مدافعي وحراسة الهلال.