بقاء سامي الجابر كمدرب للفريق الأول لنادي الهلال من عدمه، كان جدلا جماهيريا وإعلاميا؛ بسبب الآلية الإعلامية في التعامل مع الحدث، وهو ما كان مدعاة لانتشار الإشاعة التي عادة ما تكثر في حالة الفراغ الإخباري، فقد مضى على اجتماع أعضاء شرف البيت الهلالي أسبوع كامل دون بيان رسمي يكشف الجديد والتفاصيل.

الصفحات والبرامج الرياضية في الإعلام التقليدي والمهتمين في مواقع التواصل الاجتماعي، أخذوا يشرقون ويغربون، ويبنون ويهدمون، ولم يصلوا إلى كلمة سواء، فبعضهم ذهب إلى التحليل وفق مؤشرات، والبعض الآخر غلبه التعصب فأخذ ينطق عن الهوى وحسب.

حاليا يمكننا القول، إن الفيصل في القضية كان الإعلام الجديد، إذ أعلنت زوجة الروماني قبل بيان الهلال موافقة زوجها كمدرب لنادي الهلال عبر صفحتها في موقع "الفيسبوك"، وبعد أقل من 48 ساعة جاء التأكيد من نادي الهلال في بيان رسمي.

أما الأمر الثاني، هو ابتداء سامي الجابر تعليقه على خبر الإقالة عبر "تويتر" قائلا: "السلام عليكم ورحمة الله وبركاته"، إذ أعيد تغريد هذه التحية أكثر من 10.000 مرة خلال نصف ساعة فقط، بينما تجاوزت حاجز الـ27.000 مرة قبل تسليم هذا المقال، وهي ردة فعل جماهيرية لترقب التفاصيل من صاحب الشأن.

باختصار شديد، وبعيدا عن الجانب الرياضي، نحن أمام أسلوب جديد في التعامل مع الجماهير "إعلاميا"، خاصة فئة الشباب، ولكن ما آليات توظيفه ومواجهته في الإعلام الجديد؟ وماذا عن الأساليب الإقناعية من جهة المحتوى؟ تبدو العملية سهلة من ناحية الشكل لكن الجانب التطبيقي هو السهل الممتنع بعينه.

سامي الجابر، نموذج في الإعلام التقليدي، عندما كان لاعبا من ناحية النجومية والإسقاطات، وها هو يعود بتلك النموذجية في الإعلام الجديد مدربا وإن رحل.. فهل من باحث يقرأ النموذجين في علم الإعلام بعيدا عن "سامي" السبب والنتيجة؟.