اختارت وزارة الخارجية السعودية شكلاً مغايراً لمشاركتها في معرض "يوم المهنة" الذي أقيم في العاصمة الكندية أوتاوا أواخر الشهر المنصرم، والمعارض التالية له، حيث لم تقتصر مشاركتها على عرض ما لديها من فرص للتعيين، بل شكلت عنصر جذب لطالبي الوظائف من خلال أخذهم في جولة مدتها 14 دقيقة و30 ثانية عبر فيلم مرئي يجول بهم في عدة بلدان، منطلقاً من مبنى وزارة الخارجية، ومروراً بكافة عناصر العملية الدبلوماسية، وصولاً إلى أعلى المراتب التي يمكن أن يصل إليها الموظف عبر التدرج العملي.

وتحت عنوان "سفراء المستقبل" دعت الوزارة الطلبة من خلال جناحها في معرض "يوم المهنة" الذي أقيم على هامش فعاليات "حفل تخريج الدفعة الرابعة من برنامج خادم الحرمين الشريفين للابتعاث الخارجي"، إلى الالتحاق بالسلك الدبلوماسي عبر بوابتها فيما وصفته بـ"رحلة المستقبل"، وشغل وظائف "ملحق"، و"سكرتير ثاني" لكل من حاملي شهادات البكالوريوس والماجستير.

وكانت وزارة الخارجية الجهة الوحيدة التي أعدت فيلماً خصيصاً لأيام المهنة في دول الابتعاث، والتي تشارك بها، لاختيار الطلبة المؤهلين، وذوي الكفاءة للعمل في أروقتها، والحصول على دورات تأهيلية.

ولم يعتمد العرض المرئي على الأسلوب السردي، بل شكل عامل جذب للخريجين، باستعراضه مسيرة ثلاثة سفراء تدرجوا في العمل الدبلوماسي عبر الوزارة، حتى وصلوا إلى منصب سفير، وهم الدكتور سعود الساطي، وصالح الغامدي، وأحمد قطان. ويروي الفيلم التعريفي مرحلة تأسيس الدبلوماسية السعودية منذ بناء الدولة العصرية في المملكة على يد الملك المؤسس، وما منحه للدبلوماسية من اهتمام شاسع، وتأسيس أول وزارة للشؤون الخارجية عام 1344، وتولي الأمير فيصل بن عبدالعزيز قيادتها، حتى تعيين نجله الأمير سعود الفيصل خلفاً له، ورغبة الوزارة الحالية في إعداد جيل جديد من الدبلوماسيين، عبر تأهيل الخريجين المتميزين في المسارات المتخصصة.

وتجول الفيلم التعريفي بين عواصم عالمية، ما بين القاهرة، ولندن، وواشنطن، وروما، ودلهي، ودبي، وطوكيو، وبرلين، مستعرضاً العلاقات الثنائية التاريخية والثقافية بين المملكة وتلك البلدان.

وتخاطب وزارة الخارجية عبر العرض المرئي الذي تقدمه في "يوم المهنة" الخريجين بلسان أقرانهم، انطلاقاً من كونهم الأقدر في إيصال رسالتهم، ورغبتهم الجادة في الالتحاق بالعمل الدبلوماسي، وذلك عبر إتاحة دقائق تحدث فيها مجموعة منهم عن تطلعاتهم.

وتقدم الوزارة لرواد جناحها هدية تذكارية تشمل أزراراً عليها العلم السعودي، وشارة النخلة والسيفين، إضافة إلى علبة من تمور المدينة المنورة، وذاكرة عليها الفيلم التعريفي، ونشرة تعريفية بالوزارة، وأهدافها.