لم يتبق من آثار طريق الحاج القديم، وتُعرف باسم -قصر زبيدة والبريكة-، الواقعة شمال غرب مركز الربيعية -50 كم شرق بريدة-، إلا لوحة وضعتها الهيئة العامة للسياحة والآثار للدلالة عليها، وذلك بعد أن طمرت مياه الصرف الصحي جميع الموقع، إذ اكتفت "هيئة السياحة" بوضع شبك على محيط الآثار ولوحة اختفت معالمها وسط مياه الصرف الصحي.

"الوطن" وقفت ميدانياً على آثار طريق الحاج القديم، ورصدت حجم الإهمال الذي تعرض له الطريق الأثري، بسبب قناة الصرف الصحي المجاورة للآثار، بعد أن شوهت الآثار، وأحاطت بها الأشجار، في منظر لا يسر الناظرين.

يقول عضو المجلس البلدي بمحافظة الشماسية عبدالله بن عبدالعزيز البطي في حديث إلى "الوطن"، إنه عندما شاهد الإهمال الذي تتعرض له آثار طريق الحاج القديم، بادر بمخاطبة رئيس الهيئة العامة للسياحية والآثار الأمير سلطان بن سلمان، لغياب التطوير والاهتمام بها، حيث بقيت على حالها بعد أن قامت هيئة الآثار بوزارة التربية والتعليم -كانت تشرف على الآثار سابقاً- بالاكتفاء بوضع شبك على حدودها منذ سنوات، مؤكداً قيام وزارة المياه بإطلاق قناة الصرف الصحي مع مجرى وداي الرمة قبل موقع هذه الآثار، وجرت مياه الصرف الصحي حتى أحاطت بها، مما أفقدها قيمتها الأثرية.

وطالب البطي بتمديد قناة مياه الصرف الصحي حتى تتجاوز الآثار التاريخية والاستفادة من هذه المياه المهدرة بالزراعة، مضيفاً أنه تلقى منذ عام خطاباً من المدير التنفيذي لجهاز السياحة بالقصيم ذكر فيه أن فريقاً من هيئة السياحة قام بزيارة الموقع وتقييمه وسيتم بناء على ذلك تسوير وحماية الموقع الأثري وإدراجه ضمن مشاريع الهيئة لهذا العام بالتنسيق مع أمانة المنطقة وفرع وزارة المياه لإيجاد حل نهائي للموقع، إلا أن شيئاً من ذلك لم يحدث، وبانتظار أن يتم تنفيذ الوعود التي أطلقتها الهيئة.

من جانبه، يؤكد سلمان السلمان أن قناة الصرف الصحي ضررها يتجاوز طمس الآثار إلى التسبب في انتشار الروائح الكريهة لمركز الربيعية، إضافة إلى انتشار البعوض في بعض الأوقات، مبيناً أن هناك شركات استغلت وجود قناة الصرف الصحي في تفريغ شحنات مياه قد تؤثر على الآبار والمزارع المجاورة لقناة الصرف الصحي، داعياً وزارة المياه إلى التحرك السريع ومعالجة وضع هذه القناة من خلال الرش المستمر والتأكد من سلامة المياه التي تقوم الشركات بتفريغها.

وأمام هذه التساؤلات التزمت وزارة المياه الصمت حيال إيجاد حلول لمعاناة المواطنين، ودور الوزارة في المحافظة على الآثار المجاورة لقناة الصرف الصحي بعد أن حاولت "الوطن" الحصول على إجابة من مدير العلاقات العامة والإعلام بفرع الوزارة بالقصيم عدة مرات مع الوعود بالإجابة دون جدوى.