أكدت اختصاصية أن بعض الأغذية يمكنها أن تؤثر إيجابا على الحالة النفسية والمزاجية للإنسان. وقالت وكيلة كلية التمريض في جامعة الملك خالد بأبها الدكتورة عدلية توفيق أحمد إن الغذاء وكذلك المشروبات، يمكنها أن تؤثر في الوضع النفسي. وأضافت: لا يجب أن يكون التركيز على مشروب بعينه مثل الكاكاو كما يفعل البعض.

وقالت الدكتورة عدلية: "حتى الآن لم تتطرق البحوث العلمية كثيرا لمثل هذه المواضيع، وذلك لعدم وجود دليل علمي يؤكد التأثير المباشر للأغذية على الحالة النفسية، وباتت الحاجة ملحة لإيجاد وسائل للتخلص من الضغوط النفسية التي يواجهها العالم بأسره بمختلف طبقاته واختلاف جغرافياته، ولم تقتصر تلك المشاكل على عمر معين أو جنس معين، بل كل الفئات تشتكي نوعا أو أكثر من تلك الضغوط النفسية، وكان الاختيار الطبيعي هو الغذاء بعد أن تخوف الناس من الدواء غير المأمون، وبعد التطور الحاصل خلال السنوات القليلة الماضية وجد تزاوج بين بعض الأدوية النافعة والأغذية المساعدة والواقية في نفس الوقت، لهذا كان التأثير إيجابيا باستخدام بعض الأغذية الطبيعية والابتعاد عن المصنعة كحل لتلك الأزمة".

وأوضحت أنه يوجد جانبان للموضوع هما: الجانب الأول الطب المجرب قديما بما فيه الطب الصيني، والجانب الثاني المثبت طبيا وعلميا وهذا واضح ومعلوم بالنسبة لنا، مع أن تأثيره لا يكون سريعا بأن يظهر خلال ساعات أو أيام كحال الأدوية، لكن قد يحتاج بعض الأسابيع ولكن سيكون هناك تأثير بلا شك. وقد أثبتت الأبحاث تأثير الغذاء لتهدئة الحالة النفسية بمراعاة بعض الأغذية وطريقة تقديمها.

أما بالنسبة للغذاء كحل مثالي لكل المشاكل الصحية ولجميع الناس تقول الدكتورة عدلية: هو تناول الغذاء المتوازن الذي يحوى جميع العناصر وهي الكربوهيدريتات والبروتينات والدهون والفيتامينات والأملاح المعدنية والماء.

وأضافت أنه توجد طرق تؤثر على الحالة المزاجية والنفسية عند تناول الغذاء وهي: الأكل بصبحة بعض الأفراد، كما أن طريقة تقديم الغذاء مهمة جدا، وقد أوضحت بعض البحوث بأن تقديم الغذاء بأسلوب مناسب له تأثير كبير في تهدئة الحالة النفسية. وكذلك يفضل التجديد في تقديم الغذاء وعدم الرتابة، فأكل البيت هو الأفضل، ولكن التغيير مطلوب مما يضفي جوا من الراحة والاستقرار. وأضافت: لكل عمر ما يناسبه من أنواع الأغذية، فمثلا بالنسبة للشباب ممن لديهم مشاكل نفسية مثل القلق أو كثرة الحركة الناتجة عنها يجب تقليل السكريات والدهون لأن فيها طاقة كبيرة تستثيرهم، بل إن المطلوب أحيانا محاولة استنزاف تلك الطاقة من خلال التمارين الرياضية والتمارين الذهنية بإشغالهم في حل تمارين ومسابقات تقلل من استمرارية التفكير في المشاكل التي يتوقعونها. وقد يحتاج الأشخاص الأكبر سنا إلى ذلك ولكن بدرجة أقل.

وأكدت الدكتورة عدلية وجود تأثيرات غذائية تنعكس سلبا على الصحة العامة، ويأتي على رأس القائمة مادة الكافيين وهناك مواد أخرى تندرج تحت نفس التصنيف باسم مجموعة الزانتين، التي تعد طبيا مواد "أمفيتامينات" تعمل على إثارة وتنشيط الجهاز العصبي وإبقائه يقظا، ووجودها في مجرى الدم بكميات كبيرة ولمدة طويلة يؤثر سلبيا على الصحة الجسدية النفسية في آن واحد، حيث إنها تزيد عدد ضربات القلب وحاجته للأكسجين وربما تؤدي للنوبة القلبية وربما ترفع ضغط الدم.

كما تؤدي هذه الهرمونات إلى إرهاق الجهاز العصبي الذي ينعكس في مشاعر التوتر والقلق وربما السلوك العدواني، وتوجد مادة الكافيين في القهوة والشاي والشوكولاتة.

تؤكد الدكتورة عدلية أن من الأغذية الضرورية لسلامة الصحة العقلية الفواكه والخضروات وكل الأغذية المحتوية على الأحماض الدهنية الأساسية التي توجد في أسماك الساردين والتونا والسلمون، وزيت العصفر (القرطم) ودوار الشمس وكبد الحوت وكذلك صفار البيض (للصغار) بالإضافة إلى القرع أو اليقطين والجوز.