تطور أمني خطير أقلق الساحة الأمنية والشعبية في لبنان، بعد نجاح الجيش في تفكيك سيارة مفخخة في أحد أحياء العاصمة اللبنانية بيروت، حيث وضعت فيها 100 كجم من المواد المتفجرة التي توزعت في أجزاء السيارة، إضافة إلى حزام ناسف. ويأتي هذا بالتزامن مع نجاح مديرية المخابرات في الجيش اللبناني في إلقاء القبض على القيادي بكتائب عبدالله عزام التابعة لتنظيم "القاعدة" نعيم عباس في إحدى الشقق الكائنة في بيروت. ويعرف عباس بأنه المساعد الأول لزعيم الكتائب الذي توفي أوائل الشهر الماضي ماجد الماجد.

وأصدرت قيادة الجيش بياناً قالت فيه "بعد متابعة دقيقة ورصد مكثف أوقفت مديرية المخابرات في بيروت الإرهابي نعيم عباس وهو أحد قياديي ألوية عبدالله عزام".

وكان الجيش اللبناني قد نجح في إيقاف سيارة مفخخة، كانت متجهة من عرسال إلى جهة مجهولة، في نفس الوقت الذي كشف فيه عن المفخخة الأخرى في بيروت بعد القبض على عباس، الذي أفادت مصادر مطلعة بأنه يملك كاراجاً للسيارات في منطقة كورنيش المزرعة في بيروت، حيث تجمع فيه السيارات المفخخة قبيل توجهها إلى أهدافها.

وأشارت مصادر أمنية إلى أن اعتقال عباس تم بعد تمرير معلومة من أجهزة الأمن الأميركية، وأضافت أنه بغض النظر عن مصدر المعلومة، فإن اعتقال عباس يعتبر إنجازاً مهماً لمخابرات الجيش اللبناني، لأنه أحد أهم رؤوس تنظيم القاعدة في لبنان.

وعباس هو فلسطيني من مواليد عام 1970. يقطن في مخيم عين الحلوة. التحق في بداية شبابه بصفوف حركة فتح، ثم انتقل إلى حركة الجهاد الإسلامي، ليلتحق بعد ذلك بالعمل مع الجماعات الأصولية التابعة لتنظيم "القاعدة". كما سبق له القتال في العراق ضد الجنود الأميركيين. وبات من المطلوبين في لبنان لارتباطه ومشاركته في العشرات من التفجيرات وتفخيخ السيارات، إضافة إلى أنه على علاقة بالانتحاريين الذين نفذوا عدداً من التفجيرات في لبنان. إضافة إلى اتهامه باغتيال اللواء في الجيش اللبناني فرنسوا الحاج والنائب البرلماني وليد عيدو.

وتعليقا على إيقاف عباس وتفكيك السيارة المفخخة في بيروت قال اللواء المتقاعد في الجيش اللبناني ياسين سويد في تصريحات إلى "الوطن" "لحسن الحظ نجح الجيش في منع وصول السيارة المفخخة إلى هدفها، لأنها كفيلة بتدمير حي بكامله بما فيه من سيارات ومارة وأبنية، خصوصاً إذا كانت بيوته متقاربة ومتلاصقة. وهذه إن نفذت ستكون عملية إرهابية غير مسبوقة في لبنان. ولا تمت بصلة إلى تطور الأعمال الحربية في سورية، لأنها أرادت استهداف المدنيين. لذلك نثمن دور الجيش اللبناني وما قام به من إنجازين هامين، وتوقيف عباس أنقذ بيروت من مجزرة بشرية فظيعة".

ويرجع سويد ما يحدث في لبنان اليوم من عمليات انتحارية إرهابية، ودخول عناصر القاعدة للأراضي اللبنانية إلى تدخل حزب الله العسكري في سورية. وقال "يجب أن ننأى بأنفسنا عن الموضوع السوري، فلا علاقة لنا بنظام بشار الأسد، لأن تورطنا في هذه الأزمة جر علينا ويلات الانفجارات الإرهابية".

ويتساءل سويد عن بقاء عباس وسكنه لفترة غير قصيرة في مخيم عين الحلوة، وما إذا كان هناك دور للمخيمات الفلسطينية في حرب التفجيرات الدائرة في لبنان اليوم، محذراً من خطورة هذا الأمر، حتى لا تتكرر التجربة المؤلمة للتورط الفلسطيني في الشأن الداخلي اللبناني.