شهدت مباريات الجولة الـ22 ارتفاعا في المستوى الفني لفرق دوري جميل في ظل الصراع القوي على النقطة قبل الثلاث نقاط، ووضح ذلك خلال المواجهات المباشرة بين الفرق المتنافسة سواء على المقعد الثالث كما حدث للشباب وضيفه التعاون، أو للسعي للهروب من الهبوط لدوري ركاء كما حدث في مباراتي الفيصلي والرائد، والشعلة والعروبة.

وجعلت أهمية النقاط في تحديد مصير غالبية الفرق البعض يسارع بحثا عن تحقيـق الفوز، فيما أجبر البعـض على التحفـظ انتظـارا للفرصـة السانحـة لمباغتـة المنافس.

ضعف التركيز

استقبال شباك الفتح والتعاون والنهضة والاتفاق أهدافا خلال الـ20 دقيقة الأولى من مبارياتها منح السيطرة للمنافسين، وزاد من حظوظهم في الكسب بعد "صدمة" البدايات، التي كان لها تأثير سلبي على مخططات الأجهزة الفنية التي اضطرت منذ البداية لتغيير طريقة اللعب من التحفظ والتكتل الدفاعي إلى محاولة تعديل النتيجة بشكل سريع، وهذا حتم مغامرة البعض بمزيد من الأهداف كما حدث في مباراتي الأهلي والفتح، حيث استقبلت شباك الأخير 3 أهداف خلال 23 دقيقة، وكذلك شباك الاتفاق التي استقبلت هدفين خلال الـ9 دقائق الأولى، وكان التعاون قد خسر أمام الشباب بهدف وحيد مع الدقيقة الـ17، وينطبق الحال على الاتحاد الذي كسب النهضة بهدفي الدقيقتين 3 و23.

ردة فعل سلبية

وكشفت أهداف الجولة أن لاعبي الفرق تلقت أهدافا مبكرة لا يملكون ردة الفعل الإيجابية التي تساعدهم بتعديل النتيجة، وتمنحهم تحرراً أكبر من قيود الواجبات التكتيكية التي غالباً ما تعطل قدراتهم الهجومية، وهذا ما حدث في غالبية المباريات، وكان تأثيره سلبيا في تأخر عودة لاعبي هذه الفرق لأجواء المباراة وتنظيم الصفوف من جديد، كما في مباريات الاتفاق والنصر والفيصلي والرائد والشعلة والعروبة.

أفضل المواجهات

نالت مباراتا الشباب والتعاون والاتفاق والنصر الأفضلية على بقية مواجهات الجولة بعد أن تقاسمت فرقها السيطرة خلال الشوطين، وشهدت تحولات عدة، إلا أن الشباب والنصر حافظا على تقدمهما بالنتيجة ونالا الثلاث نقاط.

في الجانب الآخر لم تكن خسارة التعـاون والاتفـاق مستحقـة بعد مجهودهما الكبير ميدانياً وظهـورهمـا الفنـي الجيـد، لكنهمـا افتقـدا دقـة اللمسة الأخيرة داخـل منطقـة جـزاء المنـافس.

الضغوط

تمكنت الفـرق في هـذه الجـولة مـن تسجيـل 21 هدفا، جاء 11 منهـا في الأشـواط الأولـى، و9 خـلال الــ23 دقيقـة الأولـى مـن المـباراة في مؤشـر واضـح لضعف التحضير الذهني لمثل هذه المباريات الحاسمة، كما يوضح تأثير الضغوط العصبية والنفسية على لاعبي الفرق، حتى إن لاعبي الخبرة والتمرس ميدانياً لسنوات طويلة عانوا تلك الضغوط.

الحمد والأفضلية

استطاع صانع ألعاب الاتفاق حمد الحمد، الظفر بالأفضلية على لاعبي الجولة بعد جهده الكبير طيلة دقائق المباراة، معتمداً على إمكاناته الفردية التي جعلته مصدر قلق دفاعات النصر، وفتح المساحات لبقية زملائه بين دفاع ووسط النصر لم تستغل بالصورة المطلوبة، وكانت الكرات الثابتة التي يجيد تنفيذها أيضاً مصدر إزعاج للعنزي ومدافعيه.