نظّمت مؤسّسة الفكر العربي لقاءً خاصاً لفريق خبراء "خارطة الطريق لخطة الـ80 مليون فرصة عمل"، وهي المبادرة التي أطلقتها المؤسّسة بالتعاون مع مركز "بحوث" الشريك المعرفي، في ختام أعمال مؤتمر "فكر12" السنوي، الذي انعقد في دبي بين 4 و5 ديسمبر الماضي، بهدف وضع "وثيقة إطار استراتيجي عربي لاقتصاد محفّز لفرص العمل"، بالتعاون مع عدد من الخبراء والمفكّرين، وبدعم من المؤسّسات العربية المختصّة.
انعقد اللقاء في العاصمة الأردنية عمّان، بمشاركة وحضور رئيس مجلس الإدارة وعضو مجلس الأمناء الأمير بندر بن خالد الفيصل، وأداره مدير قسم الدراسات الكميّة في مركز "بحوث" في دولة الإمارات العربية المتحدة ياسر المقبل، بمشاركة الرئيس التنفيذي لكلية محمد بن راشد للإدارة الحكومية الدكتور علي بن سباع المري، والمنسّقة الرئيسة لبرنامج الأبحاث عن صنع السياسات في الوطن العربي في معهد عصام فارس- الجامعة الأميركية في بيروت، الدكتورة هناء الغالي، أمين عام اتحاد المصارف العربية وسام فتوح، والمستشارة التقنية لاتّحاد المصارف العربية رانية الخوري، كبير الاقتصاديين في دائرة التنمية الاقتصادية في دبي الدكتور محمد لحول، الإعلامية ومديرة الاتصالات التسويقية في "تمكين" هالة سليمان، الدكتور سليم الصايغ، المستشار في مؤسّسة الجيل الجديد للاستشارات عصام الخطيب، الخبيرة في مجلس التنمية الاقتصادية البحريني الدكتورة هناء كانو.
استعرض اللقاء أهداف المبادرة، وآلية العمل التي ستعتمدها اللجان، والمخرجات المتوقّعة، واختير رؤساء فرق العمل الذين سيدرسون كل محور من محاور الإطار الاستراتيجي. كما جرى نقاش واسع حول محاور التكامل الاقتصادي، ويشمل دراسة مختلف الاتفاقيات العربية والإقليمية والثنائية، بين دول الجامعة العربية والشركاء التجاريين لهم، من أجل التوصل لمقترحات، يمكن أن تسهم في رفع درجة التكامل الاقتصادي، ويتطرق ذلك إلى التكامل بين خطط التنمية الاقتصادية في المجتمعات العربية، وآليات إيجاد جهاز تنسيقي لتحقيق التكامل في ما بينها.
تطوير نظام التعليم، بالنظر في احتياجات أسواق العمل في المستقبل، ومدى ملاءمة استراتيجيات التعليم الحالية لتوفير تلك الاحتياجات.
الشراكة بين القطاع الخاص والعام: وينظر في الآليات الحالية للتعاون ما بين القطاع العام والخاص، فيما يختصّ بتحقيق استراتيجيات تحفيز أسواق العمل.
الثقافة المجتمعية: وينظر في وسائل دعم ثقافة عمل تنافسية في الوطن العربي، تسهم في إعداد المجتمعات لتحديات سوق العمل، وتحفيز العمل في القطاعات غير الجذابة اجتماعيا، ويضمّ ذلك، تحديد أسس لبيئة موحّدة للعمالة في الوطن العربي.
وأكّد الأمين العام المساعد في مؤسّسة الفكر العربي، حمد بن عبدالله العماري، أنّ الهدف من المبادرة هو تأسيس قاعدة واسعة للعمل العربي المشترك، وتطوير الاقتصاد العربي بما يحقّق نمواً لفرص العمل، إذ تقدّر منظمة العمل العربية أن حجم الطلب سيصل إلى 80 مليون فرصة عمل بحلول عام 2020. كما تسعى المبادرة إلى وضع الحلول المبتكرة لمواجهة البطالة التي تهدّد الاستقرار في مجتمعاتنا، وذلك عن طريق خطة متكاملة، وضعها الخبراء في مؤتمر "فكر12"، بالتعاون مع مركز "بحوث" الشريك المعرفي للمؤتمر.
فيما أكد ياسر المقبل أن أبرز ما تضمّنته الخطة، هو إعادة النظر في الاتفاقيات الحالية للتكامل الاقتصادي، ووضع مبادئ موحّدة كأرضية أساسية لأوضاع العمالة في العالم العربي، وتحرير تجارة الخدمات بين الدول العربية، وتطوير الثقافة المجتمعية لتطوير قيم عمل عربية تدعم تنافسية العمالة، وتطوير قطاع التعليم بشكل منهجي، وتعزيز الشراكة ما بين الحكومات والقطاع الخاص لتطوير دور الاستثمار في القطاعات التنموية الحيوية.
إلى ذلك، تقدّم الأمير بندر بالشكر للشركاء المعرفيين الفاعلين في المبادرة، وخصوصاً مركز "بحوث" في دولة الإمارات العربية المتحدة، وأشاد بالجهود التي بذلوها ويبذلونها في سبيل استمرار العمل على هذه المبادرة، والحرص على تنفيذها على أرض الواقع.
يشار إلى أن مؤسّسة الفكر العربي أطلقت مبادرة أخرى أعلن عنها خلال مؤتمر "فكر12"، تتعلق بتصنيف جديد للجامعات، يعتمد على مدى قدرة الخريجين على الحصول على الوظائف المناسبة. ويجري التخطيط والإعداد لإعلان عن خطّة العمل الخاصّة بها.