آخر شخص يحتاج إلى محام ضد مهاجميه هو الشيخ عادل الكلباني ـ إمام المسجد الحرام سابقا ـ فقد أُعطي طول بال ولسان، فهو يجلد بهما المتجاوزين في تويتر بلا رحمة!، وحين يتطاول عليه أحدهم يجعل منه عبرة في طريق السليكون، ولا نعيب أو نجرّم الاختلاف مع الكلباني في آرائه الفقهية، ولكن نذهل أمام نفسيات بعض مخالفيه، التي تتبدى سوأتها في كلماتهم المترعة بقمامة العنصرية والشتيمة والبذاءة، ويقع على رأس قائمة الطوام التي يأخذونها على الكلباني ويشتمونه بسببها رأيه في الموسيقى والغناء!
إذ أعاد الشيخ في لقائه الأخير في برنامج "إم بي سي في أسبوع" تكرار الرأي الذي يتبناه بحل الموسيقى والغناء، وهو رأي لم يخترعه أو حتى يتفرد به في تاريخ الإسلام، أو يخرج به عن إجماع، بل هو ابن سلسلة من الآراء الفقهية لكبار العلماء في الأمة لقرون طويلة، الفرق بينهم وبين الكلباني أنهم لم يبتلوا بمخالفين على هذا القدر من ضيق الصدر والأفق والعقل ورجاحته.
ومسألة الغناء هي في أسوأ الأحوال مسألة خلافية، ولطالما جعل العقلاء من المسائل الخلافية مساحات للتسامح، وحلبات للجدل الفكري المفيد، إذ تتقارع الأدلة والأدلة المضادة. الطريف في هذا الأمر أن الكلباني يحل الغناء وربما لا يسمعه، بينما بعض من يحرمونه قد يسمعونه خفية!.
الأمر الثاني الذي يؤاخذون الكلباني عليه، أنه قام بزيارة الفنان يوسف الجراح في المستشفى!، وهنا أعتذر من الزميل الخلوق شديد الأدب يوسف الجراح، أحد أهم الممثلين في المملكة، عن سوء خلق هؤلاء الذين يجعلون من زيارته في المستشفى أمرا معيبا، ولا يليق برجل يتدين بدين الرسول الذي كان يعود اليهودي في المرض.