ليس من المبالغة القول إن سُكان حي مريبدة - غرب عنيزة - باتوا يتوجسون خيفة من ظهور رفات عظام موتاهم جرَّاء الحفريات القائمة من قبل مقاولي وزارة المياه في الشوارع المجاورة للمقبرة، التي تبعد في أحسن الأحوال 10 أمتار فقط عنهم.

ويُوجد في حي المريبدة خمس مقابر، كانت في السابق بعيدة عن وسط البلد، ولذلك يتم الدفن فيها نظراً لأنها تقع على أطراف المحافظة.

المواطن إبراهيم الناصر من سكان الحي القُدامى يُفيد بأن المقابر موجودة لا محالة في منتصف هذا الطريق الذي تسلكه السيارات والمارة والذي توجد فيه الآن أعمال الحفريات، مضيفاً أن المقابر في السابق ليست منظمة كتنظيمها في الوقت الحالي، بل إنها متفرقة عن بعضها بعدة أمتار، ويتم الدفن سابقاً بطريقة عشوائية بعيدة عن التنظيم، مبيناً بأنه يتذكر قبل 40 عاماً أثناء ردم الشارع من قبل البلدية ووضع حدوده بأنهم ردموا داخل المقبرة تماماً.

وأشار الناصر بأنها ليست المرة الأولى التي يتم الحفر بها حول تلك المقابر، فالحي يُحيط به من جهة الغرب خمس مقابر مُسوَّرة كانت على امتداد واحد، ولاتُستخدم حالياً نظراً لامتلائها من عشرات السنين، مشيرا إلى أن الواقع الحالي فرض تفرق المقابر بسبب إحداثات الطُرق بينها، وكذلك التوسع العمراني والردم الذي أخفى كثيرا من حدودها.

ويتابع رواية القصة بقوله "أتواجد يوميا مع عمالة المشروع؛ حيثُ إنهم يحفرون إلى الثمانية أمتار، ودائما أشدد عليهم في حالة العثور على رُفات العظام بإبلاغ أهل الحي أو أي جهة يتبعون لها".

إلى ذلك، قال مدير فرع المياه بعنيزة عبدالله محمد الخليفي بأن مشاريع المياه تُدار بإشراف مركزي عن طريق إدارة المشاريع في المديرية العامة للمياه بمنطقة القصيم، ووضعت فيها استشاريا مخصصا لها يُشرف على المقاول أثناء العمل بتنفيذ تلك الحفريات ومتى ما انتهت تلك المشاريع وأصبحت جاهزة يأتي دورنا في المحافظة لإجراء الطلبات بالتوصيلات المنزلية حسب طلب المواطنين لخطوط الصرف الصحي".

وحول الاحتياطات تجاه المقابر القديمة ذكر الخليفي أن المقاول لا يعرف المنطقة أو تاريخها؛ إنما يُنفّذ المشاريع في هذا الطريق ويأخذ احتياطاته المعتادة الخاصة بحماية العمال من الانهيارات بوضع المصدات لأن المنطقة في هذا الحي "مريبدة" رملية، مبيناً أن إدارة المشاريع تستقبل التنبيهات التي ذكرتها حيال وجود مقابر في منطقة العمل لدينا؛ لكي يأخذ المقاول احتياطاته في هذا الجانب".