أعتقد أنه لا يوجد لدينا في السعودية شيء أكثر من "الجمعيات"، سواء أكانت المنظمات المهتمة بخدمة معينة أو بتخصص معين، بشقيه الخيري وغير ذلك، أو تلك "الجمعيات" التي تأتي على هيئة "قطيّة"؛ لتتحايل على الحاجة المالية، وتقف بحدة في وجه القروض الانتهازية، وقوائم التعثر التي تلاحق المستضعفين.

لكن ما يعنيني الآن هو القسم الأول، حيث أنوي تأسيس "جمعية حقوق الحيوان في تصريحات المسؤولين"!.

يعجبني في المسؤول لدينا، أنه كلما وجد مشكلة فتش عن أي حيوان قريب، وحمّله المسؤولية، ثم نفى هو أو غيره، أو طلب من أحدهم اتهام حيوان ابن حيوان، وجاء هو بالنفي، حتى صارت أحداث حياتنا الجوهرية تتمحور حول الحيوانات، كمتهم أساس، وبريء ثابت، حتى يفرج الله!، لكن ما يزعجني لدى المسؤول، أنه تقليدي في اختيار الحيوان المتهم، ولا يبتعد عن الـ"بعارين" و"الدجاج"، أو ما شابه ذلك، لذلك أنصحه بالتجديد، واختيار حيوانات مختلفة، كالفيل والكنغر والضفدع والزرافة وغيرها.

لو عادت بكم الذاكرة قليلا، لوجدتم أن وزير الصحة السابق دحض علاقة الإبل بفيروس "كورونا"، ثم جاء وزير الصحة المكلف الحالي ونصح بالابتعاد عن لحوم الجمال وحليبها من أجل تجاوز "كورونا"، ثم عاد وأكد أن "ما ذكر في بعض القنوات الفضائية بخصوص لحم الإبل وحليبها ومخالطتها وعلاقتها بفيروس "كورونا" كان ترجمة غير دقيقة لما ذُكر".

عودوا ـ أيضا ـ بذواكركم للوراء قليلا، وتذكروا حديث وزير الزراعة، عبر منهج: أنت اتهم وأنا أنفي، عندما قال: "أقسم بالله ثلاثا أن الدواجن المحلية بريئة من تهمة استخدام الهرمونات وبقايا المضادات"، قبل سنوات، ليعود أحد رجال الأعمال قبل يومين ويؤكد أن الدجاج بريء من تثدي صدور الرجال وسمنة المراهقين، والدجاج في "باااااق" عميق!.

وأخيرا.. وطالما أن "الشورى" سبق واتهم "الحبارى" دون أن يسمع رأيها في الدفاع، فأرى أن يصوت المجلس الموقر على نيتي بالتأسيس، وبسم الله نفتتح طلب العضويات، والدفع قبل "التأسيس"!. والسلام.