اليوم هو الثلاثون لوفاة "بلدوزر الحداثة والتنوير"الضخم/"غازي القصيبي"، فماذا لديك يا فصيح من جديد غير: "ماقال لي وقلت له/ وجاني ورحت له/ ياعوازل فلفلوا"؟
يعلم أعضاء مجلس إدارة "بعد النسيان" الموقر: أنّ "الأخ/ أنا" لا يرى فرصةً للسخرية من الدنيا وما فيها أروع من الموت/إمام الساخرين الأعظم! ألسنا نرزح تحت أنقاض ثقافة الموت؟ فكيف تكون الحياة التي خلقنا الله تعالى لعمارتها إن لم تبدأ بالسخرية من الموت نفسه؟ ولهذا قال في "نوبة ضحك لقلب غازي القصيبي": ويمرُّ الموتُ وأضحكُهُ * والناسُ جميعاً تبكيه!
ولهذا كتب للزميل العزيز/"طارق إبراهيم"، وقد توفي والده قبيل العيد بيومين: "يطيب لي أن أرفع أسمى آيات التهاني والتبريك لوالدكم الكريم بوفادته على أكرم الأكرمين وأرحم الراحمين، وأي عيدٍ أبهج من لقاء الله تعالى؟ كما أرفع لكم ولإخوانكم والعائلة الكريمة تهنئتي الخالصة ببشارته تعالى للصابرين وصلواته ورحمته عليهم كلما قالوا: {إنا لله وإنا إليه راجعون}!
إنها فكرةٌ كثيراً ما أثارت سخرية "شموخ العلم والفلسفة" أستاذنا الدكتور/"راشد المبارك"! ولكننا نعلم أن الموت ليس نهاية الحياة، بل بداية الآخرة! وأن الله تعالى في مواضع كثيرة من كتابه الحكيم يخبرنا أن الدنيا ليست إلا متاعاً، وأن الآخرة خيرٌ وأبقى، فلماذا يذهلنا الحزن عن كلام الحق المبين، فنرى الموت دافعاً لليأس وهو أقوى دافعٍ للأمل والحياة، كما قلنا منذ "مبطي"؟ وهل نبكي غير أنفسنا "الحية" حين نسحُّ الدموع على "الجنائز"؟ إننا نعرف كل هذا، ولسنا "نائمين" ولكننا "نَتَنَيْأَمُ"! فإن كان لأحدٍ أن يتجرأ ويكف عن "التنيؤم" الجمعي التاريخي، فليكن "الأخ/ أنا"، ولا فخر!!
لقد مات "القصيبي"/"الشخص"، ورحل محمولاً على أعناق محبيه، مجللاً بعباءة المجد المقصَّبة بإنجازات وطنيةٍ، تكفي رفيقة دربه، وإخوانه، وبناته وأبناءه وأحفاده فخراً، إلى أن يلتئم شملهم في "رحمة الله" من جديد! ولكن العار كل العار: أن يموت "غازي المبدع"، فلا نرى كتابه: "ثورة في السنة النبوية" يقرر على طلاب "أولى ثانوي/ مطبخ"، و"ثالث ثانوي/ بلكونة"، لاسيما وقد استلم ملف تطوير "الثقافة" في "وزارة التربية والتعليم" مبدع وطني إداري آخر هو: أستاذنا الدكتور/"عبدالعزيز السبيل"؟
العار: أن يموت "المبدع" فلا نجد إنجازاته الإدارية تدرس وتنتقد و"تتشرشح" في كليات الإدارة والقانون، و"معهد الإدارة"! وأن يغيب اسمه عن جائزة خاصة "كبرى" تقدمها "الغرف التجارية الصناعية"!
العار: أن يموت المبدع فلا نرى رواياته تتصدر الإنتاج التلفزيوني لتقدم للعالم فصولاً من الفكر السعودي، وصوراً "حقيقية" للإنسان السعودي، بدل هذه "المآسي" التي تصرف عليها الملايين! والعار: أن يفتتح مهرجان المسرح السعودي القادم بغير ملحمة "سحيم"، أعظم ما كتبه القصيبي شعراً!