تعترف جمعية أطباء النفس العالمية بمرض نفسي يصاب به اليابانيون الذين يزورون العاصمة الفرنسية؛ يعرف بـ"متلازمة باريس"، وبحسب السفارة اليابانية هناك، يصيب هذا المرض 2 من بين كل 10 يابانيين!.
تتلخص أعراض "متلازمة باريس" بصدمة حادة وخيبة أمل كبيرة عندما يكتشف الزائر الياباني أن باريس التي ارتبطت في ذهنه بالرومانسية والمثالية والجمال ليست كذلك، بل هي مدينة مزدحمة مرهِقة تتعامل مع السياح بشكل فظ وغير لائق، فيضطرون على إثرها للعودة إلى وطنهم!.
من يذهب إلى الطائف اليوم سيصاب بصدمة لا تقل عن صدمة اليابانيين بباريس، فالصورة النمطية التي رسمت في عقول الكثيرين عن الطائف بدأت بالتلاشي، فلم تعد "عروس المصايف" كما كانت توصف، ولم يعد القادم منها يشدو "جينا من الطايف.. والطايف رخى".. بل أصبح يستعجل الرحيل!.
لطالما عُرفت الطائف بأنها رمز للسياحة في البلاد، بل إنها في وقت مضى كانت العاصمة الصيفية الرسمية للحكومة. ومازلت أذكر كيف كانت صور فاكهة الطائف تزين كتبنا في المرحلة الابتدائية!.
أما اليوم.. لو قُدّر لأحدنا سؤال بضعة أشخاص من أهالي أو زوار الطائف عنها، لجاءت إجابتهم بصوت رجل واحد: طرق مغلقة وتحويلات لأعمال الصيانة معظم العام، تزداد وتيرتها كلما اقترب الموسم السياحي، حتى الطرق السالكة تشوهها الحفريات.
أما متنزهاتها فبدائية ويحمل معظمهما اسم مستثمرين محددين. الفنادق هي الأخرى دون مستواها كمدينة سياحية، ولا تلبي حجم الطلب.. وأمور أخرى لا يسع المجال لذكرها.
أرى أن هناك تراجعا واضحا للطائف على الخارطة السياحية رغم امتلاكها المقومات لتعود كما كانت، قبلة للسياحة الداخلية. أما ما يحدث من مهرجانات وفعاليات فليست إلا اجتهادات لا تعدو أن تكون عمليات تنفس صناعي لإعادة هذا المصيف الجميل إلى الواجهة من جديد.
لا أستطيع الجزم بأن نسبة الذين يعانون من "متلازمة الطائف" أكثر من اليابانيين المصابين بـ"متلازمة باريس"، لكني على يقين بأن طائف اليوم ليست هي طائف الأمس!.