يعيش المجتمع الإنجليزي هذه الأيام صدمة كبيرة، بعد أن فاجأت الصحف الجميع بنشر معلومة تؤكد أن هناك أكثر من 500 مواطن يحمل الجنسية البريطانية، التحقوا خلال أقل من عام بتنظيمات المقاتلين في العراق وسورية للجهاد، تحت لواء "داعش".

ويبدو أن الفيديو الذي انتشر قبل أيام وظهر فيه ثلاثة شبان إنجليز وهم يتحدثون من العراق، ويلبسون زي المجاهدين، ويدعون الآخرين إلى الجهاد، كان بداية الصدمة، ثم تلا ذلك رصد استخباراتي لأعداد المتسربين للشرق الأوسط من أجل القتال.

وتخصص الصحافة البريطانية وقنوات "بي بي سي" الرسمية الإخبارية و"فوكس نيوز" هذه الأيام جزءا كبيرا من تغطياتها للمجاهدين الإنجليز، الذين ظهروا فجأة دون سابق إنذار، ومعظمهم ينحدرون من أصول آسيوية، عبر استضافة الخبراء لتحليل الواقعة، وعمل الحوارات مع أهالي الشبان الصغار.

وفيما لم يظهر حتى اليوم من هؤلاء المجاهدين سوى خمسة أشخاص، هم ناصر مثنى، وشقيقه أصيل، ورائد خان، وشخصان يحملان لقبين، أحدهما أبو البراء، وجميعهم تتراوح أعمارهم بين 17 إلى 24 عاما، يتساءل الجميع عن بقية الأسماء بين الـ500 مقاتل الذين أعلنت عنهم الأجهزة الأمنية.

ومن الأمور التي يتوقف عندها الذين يحاولون قراءة هذا المشهد، الكيفية التي ستتعامل بها الحكومة البريطانية مع هؤلاء الشبان في حال رغبوا في العودة إلى ديارهم، في حين برزت مطالبة من مسؤول كبير في وزارة الدفاع بعدم السماح لهم بالدخول للبلاد نهائيا، حتى لا يؤثروا على غيرهم ويكونوا عبرة.

وتتهم الصحافة بعض الشخصيات بأنها سبب في تحريض الشباب على الجهاد، ومن بينهم أحد الدعاة المشهورين عندنا، الذي نشرت صحيفة الديلي ميل صورته على الصفحة الأولى، وقالت إنه جاء إلى كاردف، المدينة التي خرج منها رائد خان، وحرض المسلمين فيها على الجهاد ونشرت جزءا من كلمته التي قالها أمام الحضور في المسجد.