وجه أمين عام الأمم المتحدة بان كي مون انتقادات صريحة للنظام السوري، قائلاً إنه يأسف لـ "غياب الالتزام البناء بالحوار" من قبل الوفد الحكومي السوري، وشجعه على العودة "بموقف بناء". وشدد على أن اتفاق 30 يونيو 2012 المبرم في مؤتمر جنيف1 ينص على تشكيل سلطة حكومية انتقالية تملك كامل الصلاحيات بالتراضي، وأن هذه هي "الطريق التي ينبغي الاتفاق عليها".

وجدد مون التزامه بمواصلة الجهود من أجل السلام في سورية في إطار مؤتمر جنيف 2. وقال أمام الصحفيين في جنيف أمس "الحل الوحيد لإنهاء النزاع يجري من خلال التفاوض، ونحن مصممون على إعادتهم إلى طاولة المفاوضات هنا في جنيف في أقرب وقت ممكن"، من دون تحديد موعد.

وأفاد أمين عام المنظمة الدولية أنه التقى مطولاً مبعوثه الخاص إلى سورية الأخضر الإبراهيمي أول من أمس خلال لقائه في سويسرا مع مبعوثيه الخاصين. ومن المتوقع أن يزور الإبراهيمي نيويورك الأسبوع المقبل.

وعلى الفور رد النظام السوري على انتقادات المسؤول الأممي، واتهمه بـ"الابتعاد عن الموضوعية" في الموضوع السوري، وقالت وزارة خارجيته "من المؤسف أن نسمع من الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون كلاماً يجافي الحقيقة ويبتعد عن الموضوعية حول الأوضاع الإنسانية في سورية وأداء وفد الجمهورية العربية السورية في مؤتمر جنيف 2". وأشارت في بيان رسمي إلى أنه "كان جديراً بالأمين العام أن يؤكد على السعي لمعالجة جذور المسألة السورية بتنفيذ قرارات مجلس الأمن في مواجهة الإرهاب الذي تتعرض له بلادنا".

وكان مون قد دعا موسكو وواشنطن إلى "ممارسة نفوذهما" على طرفي النزاع لإعادتهما "بموقف صادق وبناء" إلى جولة ثالثة من التفاوض.

وعقدت جولتان من التفاوض بين الوفدين الحكومي والمعارض في شهري يناير وفبراير الماضيين، من دون أن تؤديا إلى إحراز أي تقدم. وذلك بسبب تعنت الوفد الحكومي وإصراره على مناقشة بند مكافحة الإرهاب الذي ورد في بيان جنيف 1، رغم أن البيان يركز على ضرورة تكوين سلطة انتقالية تتولى زمام الأمور في سورية.