منذ أكثر من أسبوعين، وهناك فكرة "تقرقع" في جمجمتي المحشوة بخلطات الحياة، تتمثل في اقتراح لمجلس الوزراء يقضي بإجبار الوزارات والهيئات والمنظمات على الوجود الإلكتروني، سواء فيما يتعلق بالتواصل الإلكتروني عن طريق المواقع الرسمية "بفاعلية" عالية، أو عبر الوجود من خلال الشبكات الاجتماعية، حيث يسكن جل المواطنين باستمرار.. كما أن "قرقعتي" كانت موصولة لوزارة الداخلية على وجه التحديد، لإلزام إمارات المناطق على ذلك، وهي الأهم بالوجود في نظري!
هذه الـ"قرقعة"، والتي "قرقعت" رؤوسكم بها، هدأت عندما وجدت خبرا ملاصقا لمقالي قبل أيام، يقول بتدشين أمير منطقة المدينة المنورة، الأمير فيصل بن سلمان، للبوابة الإلكترونية الجديدة لإمارة المنطقة، والتي تحتوي على حزمة من الخدمات الإلكترونية التفاعلية الجديدة.. وكان لافتا قوله "إنه لم يعد مقبولا أن ينتقل المواطن أو المقيم من المحافظات والقرى ويقطع مسافات طويلة للحصول على الخدمة في المدن الرئيسية في ظل توفر التطبيقات التي أتاحتها تقنية الاتصالات الحديثة.."، وأضيف عليه، لن يكون مقبولا غير هذا في زمن متسارع لا يحتمل الطوابير الطويلة، والبشوت الموقتة، والمعاملات الضائعة، والوعود المؤجلة التي تقطن دروجا تفتح بالمزاج والمحسوبيات..
إعجابي "الشاطح"، جاء من المميزات التي اعترف بأنها (مبهرة) بنظري، فيما لو طبقت كما هي منثورة في الخبر، والتي تشدد على التأكيد على دقة المعاملات وخلوها من الأخطاء، وربط مختلف أقسام الأجهزة الحكومية في المنطقة لتكون أكثر فعالية، والاستغناء عن المعاملات الورقية.. ولكم أن تتخيلوا كيف ستكون الحياة، لو خيطت إلكترونيا، وأصبحت المراجعات على مركبة الشبكة الـ"أونلانية".
وأخيرا.. وعلى طاري "المراجعات"، و"المراجعين"، و"من راجعهم"؛ فإني سعيد باستخدام الخبر لكلمة "المستفيدين"، والتي أتمنى - أمنية ترتقي للاعتقاد - أنها لم تكن بمحض الصدفة، لأن أعمارنا طارت بالمراجعات، وكرهنا مفردة المراجعة في كل شيء، حتى هذا المقال لم أراجعه، لأنني لا أرغب أن أكون "مراجعا"، بكل تشكيلات الكلمة، ورمضان مبارك. والسلام