اليوم أول يوم في شهر رمضان المبارك، ستكون الأسر السعودية والعربية عموما على موعد مع أول حلقة من حلقات الخصام والقطيعة بين أفرادها، الرجال من جهة والنساء والأطفال من جهة أخرى، وهذا بسبب كأس العالم الذي كان قدره أو قدرهم أن يوافق شهر رمضان الذي يرتبط فيه الإنسان العربي وجدانيا بالتلفزيون، مع أنه ليس هناك أي علاقة بين الصيام ومشاهدة الشاشة، لكنه القدر أيضا.
نفس القدر شاء أيضا أن تبدأ اليوم مباريات دور الـ16 بمباراتين يوميا، وشاء كذلك أن تبدأ المباراة الأولى قبل أو بعد صلاة المغرب، "بحسب الموقع الجغرافي" وهذا يوافق ساعة ذروة العرض التلفزيوني، والوقت الذي يراهن عليه ملاك القنوات والقائمون على البرامج والمعلنون والمخرجون والممثلون والكمبارس، وهو كذلك الوقت الذي اعتادت فيه الأسرة أن تشاهد التلفزيون سويا، وربما هي الفترة الوحيدة التي ما زالت تجمع الأسرة الواحدة على مائدة رمضان وبالتالي على التلفزيون.
الرجال، "الكرويون تحديدا" لن يتنازلوا عن حقهم في المشاهدة وهذا يعني أنهم على أقل تقدير سيأخذون نصيبهم من الإفطار السريع وينطلقون إلى الاستراحات وأماكن المشاهدة المعتادة، أو أنهم سيطلبون مائدة إضافية إذا كانت المشاهدة في المنزل، وهذا يشكل عبئا إضافيا على ربة المنزل. ويستمر هذا الوضع حتى منتصف رمضان، موعد المباراة النهائية، وحينها سيكون الوضع محتدما، وعلى الجميع التحلي بالروح الرياضية والرمضانية، وكل عام وأنتم بخير.