كشف ناشطون في العمل الخيري في مدينة بريدة عن مجموعة من التجاوزات داخل أروقة الجمعيات الخيرية في المنطقة، وقالوا في عريضة قُدمت لمدير عام الشؤون الاجتماعية بمنطقة القصيم، الدكتور فهد المطلق، إن الجمعيات وما تقدمه من خدمات لا ترتق لتطلعات القيادة. ولفت الناشطون من خلال العريضة ـ حصلت "الوطن" على نسخة منها ـ إلى أن الجمعيات تعمل بنمط تقليدي قديم، فأغلب رؤسائها وأعضاء مجالس إداراتها لم يتغيروا منذ تأسيسها قبل عشرات السنين، مما كان له الأثر الأكبر في عدم تقدمها، إضافة إلى الركون وعدم استقطاب الكفاءات، وتطرقت العريضة إلى طرق توظيف العاملين في الجمعيات، وأنها غير واضحة مستشهدين بعدم إعلان الوظائف في وسائل الإعلام والأماكن العامة وهذا ـ كما يقول الناشطون ـ يشكك في شفافيتها.

وجاء في العريضة أن الدعم في بعض الجمعيات يخضع لظروف خاصة، فمثلا من يُكثر الإلحاح بطلب المساعدات ويُحضر توصيات ممن لهم حظوة لدى مسؤولي الجمعية يحصل غالبا على حظ وافر منها، خلاف المتعففين الذين يجب على الجمعيات البحث عنهم بكل السبل المتاحة، والتواصل مع الجهات ذات العلاقة؛ لسد فاقتهم وتحسين أوضاعهم المعيشية، وقال الناشطون: إن الجمعيات تفتقر للشراكات الواضحة فيما بينها، خاصة في المشاريع التنموية التي تخدم المجتمع، مختتمين عريضتهم بالمطالبة بإنشاء كرسي بحث علمي في جامعة القصيم؛ لدراسة وتطوير الجمعيات في المنطقة. وقال أحد المتعاونين مع الجمعيات الخيرية ـ رفض ذكر اسمه ـ إن الفوائض المالية والغذائية في الجمعية الواحدة يجب ترحيلها لجمعيات أخرى لا تملك موارد كافية، وهذا للأسف لا يحصل.

من جهته، قال مدير عام الشؤون الاجتماعية بمنطقة القصيم الدكتور فهد المطلق في حديث إلى"الوطن"، معلقا على ذلك: "إن الكثير مما جاء في العريضة غير دقيق"، مضيفا، إن رؤساء الجمعيات بحسب اللائحة التنفيذية الجديدة لا يحق لهم البقاء أكثر من دورتين إلا باستثناء من وزير العمل والشؤون الاجتماعية.

وحول سياسات الصرف قال المطلق: إنهم لا يتدخلون فيها فهناك مجالس إدارات في الجمعيات هي المعنية بذلك، وفيما يتعلق بعدم تعاون الجمعيات فيما بينها في مسألة الفوائض، وتسبب ذلك في هجرة بعض الأسر إلى مدينة بريدة، شكك المطلق في أن الجمعيات هي سبب هجرة بعض الأسر، مؤكدا أن الجمعيات تمنح المستحقين ما يسد رمقهم، وذلك لا يستوجب الهجرة، موضحا أنها تحظى بميزانيات خاصة، وبإمكان رئيس مجلس إدارة أي جمعية الاتفاق مع رئيس جمعية أخرى في مسألة تحويل الفوائض، وأشار المطلق حول مقترح كرسي البحث العلمي إلى أن ذلك من اختصاص جامعة القصيم، مرحبا بالتعاون حول ذلك، مختتما حديثه بأن العريضة تمت إحالتها إلى مركز التنمية الاجتماعية لإجراء اللازم.