عادت أجواء التوتر إلى مدينة طرابلس اللبنانية من جديد، حيث شهدت وقوع اشتباكات مسلحة بين مسلحين ينتمون إلى منطقتي شارع سورية وطلعة العمري، مما أدى إلى إصابة شخص جرى نقله على الفور لإحدى المستشفيات في المنطقة. وفور وقوع الاشتباكات عملت وحدات الجيش اللبناني على الانتشار في المدينة جراء تلك الأعمال، التي أثارت الرعب بين أهالي المنطقتين. وقال مصدر أمني - رفض الكشف عن اسمه - في تصريحات إلى "الوطن"، إن الاشتباكات وقعت عندما تحرش بعض مؤيدي النظام السوري بآخرين يتعاطفون مع المعارضة السورية، مشيراً إلى أن الجهات المعنية بدأت تحرياتها لمعرفة الجهة التي تقف وراء تصعيد الأحوال.

من جهة أخرى، ما زال الغموض يكتنف مصير الحكومة اللبنانية بعد تهديدات رئيس الوزراء تمام سلام بالاستقالة، بسبب العجز في الاتفاق على البيان الوزاري الذي من المفترض أن تصدره الحكومة، وفيما تشير الأجواء إلى عدم حصول أي تقدم على صعيد المباحثات حول البيان، أوضح وزير الاتصالات بطرس حرب موقف فريق 14 آذار، مشيراً إلى وجوب وضع حد لتغول حزب الله على سلطات الحكومة والدولة، وقال: "القضية اليوم مبدئية وليست متعلقة بأمور لفظية، والخلاف في إيجاد صيغة للبيان الوزاري ليس على حق لبنان في المقاومة والدفاع عن الأرض، إنما يتركز الجدل حول من سيكون المسؤول عن المقاومة وكيف تعمل. ولا مساومة لدينا في أن المسؤول عن الدفاع عن الأراضي اللبنانية هي السلطة الشرعية"، مشيراً إلى أن هناك مساعي من الفريقين اللبنانيين لإيجاد حل وصيغة ما للبيان الوزاري.

وأضاف "إذا وقع المحظور وتمت الاستقالة نكون قد اتجهنا إلى مسار حكومي جديد واستشارات جديدة وتشكيل حكومة جديدة".

من جهتها، أكدت كتلة "المستقبل" أن البيان الوزاري للحكومة يجب ألا يتجاهل "إعلان بعبدا" ولا يُحمل أوزار معادلات تخطاها الزمن، وأتت بنتائج سلبية على الدولة والسيادة. كما لا يمكن تجاهل أهمية مقاومة لبنان لإسرائيل وعدوانها واحتلالها للأراضي اللبنانية على أن يكون ذلك في كنف الدولة التي تمثل كل اللبنانيين". وأضافت أن مهلة الشهر التي حددها الدستور للحكومة من أجل إنجاز بيانها الوزاري هي مهلة من أجل الحض والحث على إنجاز البيان والانطلاق إلى العمل وليست مهلة إسقاط تعد بموجبها الحكومة مستقيلة". وكررت الكتلة مطالبتها "حزب الله" بالانسحاب الفوري من سورية "حقناً لدماء اللبنانيين، وحماية لكل لبنان من التداعيات الأمنية والاقتصادية لهذه المغامرة المجنونة".

وقالت مصادر في قوى 14 آذار إلى "الوطن": إنه إذا عادت لجنة صياغة البيان الوزاري لعقد الاجتماع رقم 11 وقدمت صيغا أو تعثرت الاقتراحات، فإن هناك إنجازا تحقق بطي صفحة ثلاثية الجيش والشعب والمقاومة للمرة الأولى، وإن حزب الله بدأ حالياً في مناقشة حدود تراجعه.