لم تكن الشابة السعودية سهى موسى، خريجة الاقتصاد المنزلي من جامعة الطائف، قبل نحو ثلاث سنوات تدرك أن الأضواء ستسلط عليها، كونها استطاعت أن تبني لها علامة تجارية محلية، تنافس كبريات العلامات الدولية والمحلية في صناعة "الشوكولاتة".
والملفت في قصة سهى وهي في عقدها الثالث، أنها استأجرت محلاًً، في شارع المال والأعمال بجدة، والمعروف بشارع التحلية، وقررت منذ البدء في مشروعها إعداد دراسة ميدانية، عبر الترحال للكثير من الدول العربية والأوربية، إضافة إلى تعمقها في دراسة الجدوى السوقية من الخطين الرئيسيين، اللذين حققا لسهى بصمه في الإطار المحلي.
وقالت سهى لـ"الوطن"، إنها تؤمن كثيراً بالتوظيف لشقيقاتها من المواطنات، فجميع كادر العمل لديها سعوديات، بخلاف ما حولها من المؤسسات التي تعتمد على هذا النوع من الأعمال تحديدا على عمالة آسيوية مساعدة بالدرجة الأولى.
وتدافع عن فلسفتها في التوظيف بقولها: "بنات البلد هن الأقدر في التواصل مع العملاء المحليين، وبخاصة السيدات اللاتي يحببن التواصل معهن، لأن الجميع يحمل البيئة الثقافة المحلية، المدرجة في العادات والتقاليد والأذواق وغيرها من النقاط الأخرى".
الخصوصية هي الميزة التنافسية التي استطاعت من خلالها سهى تهيئة بيئتها التجارية (e’Qualit) -التي ساعدها كثيراً وزير العمل المهندس عادل فقيه- وتقول عن ذلك: "إنها استطاعت أن تميز كل عميل بطريقة مبتكرة، تعززه به عن غيره، وهذا ما لا توفره لها الجهات الأخرى، تلك الميزة دفعت بالعديد من الشركات المحلية الكبيرة إضافة إلى البنوك للتعامل مع سهى ليس فقط كونها فتاة سعودية، بل لكونها كما يشير أحد مديري تلك الشركات إلى أنها استطاعت بالجودة العالية أن تقدم منتجا يعتز به.
وهناك نقطة حيوية بمدى اهتمام مؤسسات البحث الأكاديمي الأميركية، في قطاعات الإدارة التجارية، بالبحث عن رواد الأعمال السعوديين، وبالفعل قدم مشروع بحثي عن سهى موسى العام الماضي، وعد مشروعها من ريادات الأعمال الشابة من قبل جامعة شانندو، وفضلت قيادة الجامعة زيارتها في مقر عملها، وهو ما تم بالفعل منذ أيام قليلة بجدة، بزيارة مديرة الجامعة تريسي فيتزسيمون، وعميد كلية إدارة الأعمال الدكتور مايلز ديفس، وقد حملت كلمتاهما مزيجاً من الإعجاب والاندهاش للمراحل التي وصل لها مشروع سهى.