جاءت البشرى لأهل حفر الباطن يزفها 40 باحثاً وباحثة انطلقوا قبل أيام ليمسحوا أطراف حفر الباطن؛ بحثاً عما تحتاجه من التنمية وما ينقصها من خدمات، كما تقول صحيفة "الحياة".

أبشروا يا أهل حفر الباطن فالمرصد الحضاري سيكشف بعد أن "يمسح" المحافظة، ما ينقصكم من التنمية وأنتم لا تعلمون عما ينقصكم..!

ميزة الجهات الحكومية أنها تعتني عناية فائقة بألفاظها ومسميات أعمالها، ألم تلحظوا أن "المرصد الحضاري" قال إن ما يقوم به عملية "مسح" ولم يقل "بحث" رغم أن من يمارسها 40 باحثاً.. وباحثة أيضاً؛ حتى لا تقولوا إن المرصد لا يساوي بين الجنسين.. فهو يساوي حتى في عمليات "المسح"..!

حاولت لكني لم أستطع أن أتخيل 40 باحثاً وباحثة انطلقوا في حملة مسح ميداني في حفر الباطن لجمع وتحليل المؤشرات الحضارية، للإسهام في إعداد سياسات التنمية الحضارية على جميع المستويات ومتابعتها وتقويمها..!

فرغم أن ما تحتاجه حفر الباطن من التنمية لا يحتاج إلى 40 باحثاً، إلا أن المرصد أكد أنه يعمل على جمع البيانات من الإدارات الحكومية، لتحليلها وتنسيقها؛ ليكتشف التنمية الضائعة فيها.. ولو علم أهل حفر الباطن بهذا الخبر لاستلقوا على ظهورهم من الضحك؛ لأن حفر الباطن تنقصها الكثير من المشروعات التنموية في أغلب المجالات، وليس في ذلك أي مبالغة إطلاقاً..!

أكثر شيء مضحك في الخبر أن المرصد الحضاري يقول إنه يتولى دراسة وقياس مدى التطور الحادث في برامج التنمية الحضرية، إلى جانب تحديد الأوضاع الراهنة والقضايا ذات الأولوية في تنمية المحافظة حضرياً؛ مضحك لأنه يتكلم عن "حفر الباطن" التي لا يخفى على من يمر بشوارعها دون أن يكون باحثاً في مرصد حضاري، ليدرك حجم التأخر التنموي الذي تعيشه.. وما يزيد الضحك أن الهيكل التنظيمي للمرصد يتكون من لجنة تنفيذية مكونة من القطاعات الحكومية في المحافظة ويرأس اللجنة المحافظ.

(بين قوسين)

أدرك أهمية المرصد الحضاري في كل مدينة تسير في ركب التنمية، لكن حفر الباطن تحتاج أن تبدأ التنمية فيها أولاً، قبل أن يمسح المرصد أطرافها بحثاً عن نقص التنمية.