لم يكن أكثر المتشائمين بالمنتخب البرازيلي يتوقع الإذلال الكروي الذي تعرض له منتخب "السامبا" على أرضه ووسط جماهيره في نصف نهائي كأس العالم التي كان البرازيليون يحلمون بلقبها لتمحو آثار خيبة عام 1950، وكانوا على بعد خطوتين من تحقيق الحلم، إلا أن المفاجأة جاءت بصدمة وكارثة.

والأكيد أن ضربتين في الرأس ستكونان موجعتين جداً للكرة البرازيلية، كيف لا والمرشح يخسر بنتيجة مذلة وبسيناريو لا يليق بالمنتخبات التي تأتي فقط للمشاركة في كأس العالم، وليس لمنتخب لديه رقم قياسي في حمل كؤوس العالم!

نتفق أن قوة المنتخب البرازيلي لم تكن حاضرة منذ سنوات، وليس في هذا المونديال نتيجة اعتزال جيل ذهبي من النجوم يصعب تعويضه، بقيادة رونالدو ورونالدينهو وكاكا وريفالدو وبقية الكوكبة، إلا أن الصراعات الشرسة داخل الاتحاد البرازيلي ولعبة المصالح التي حذر منها بعض نجوم البرازيل المعتزلين منذ سنوات كشفها مونديال الأرض والجمهور، بعد الظهور الباهت من مباراة لأخرى حتى جاءت الضربة القاضية التي ستكون مكلفة ومرهقة للحكومة البرازيلية، ولاستقرار بلد يتنفس أهله كرة القدم، ومن الصعب أن تمر الأيام المقبلة دون أعمال شغب واحتجاح على صدمة المونديال.

بمجرد أن تستعرض مدربي منتخب البرازيل خلال السنوات العشر الماضية تكتشف أن لعبة الكراسي ما بينهم واضحة ولا تحتاج إلى اجتهاد كبير منك، وبمجرد أن تستعرض الأسماء التي تمثل البرازيل ستجد لعبة مصالح مكنتهم من ارتداء قميص البرازيل على حساب نجوم لم يتم الالتفات إليهم! وبمجرد أن تستعرض مدربي الأندية الكبيرة في البرازيل تجد الأسماء نفسها منذ سنوات ويجيدون تبادل مواقعهم في الأندية بطريقة منظمة وسهلة!

تمسك مسؤولي الكرة في البرازيل بمصالحهم على حساب إنتاج اللاعبين والمدربين في السنوات الأخيرة أسقط المنتخب وجرح كبرياءه، والقادم سيكون أسوأ، إلا إذا عاد البرازيليون إلى واقعهم واعترفوا بالتغييرات الحديثة على كرة القدم، وتخلصوا من المتورطين في تراجع الكرة البرازيلية، حينها سنتابع بروز جيل من اللاعبين الموهوبين وكذلك المدربين بعد أن اكتسح المدربون الأرجنتينيون الساحة التدريبية في السنوات الأخيرة.