أكد شهود عيان من منطقة الشمال اللبناني انبعاث روائح وأدخنة في الجانب السوري من الحدود، ناتجة عن إقدام عناصر النظام السوري على إحراق جثث القتلى الذين سقطوا في كمين نصبته لهم عناصر النظام أثناء فرارهم من قلعة الحصن في ريف حمص، التي احتلها جيش النظام السوري منذ أيام قبل معركة كسب. وتخوف البعض من ارتكاب هذا النوع من الجرائم ضد الإنسانية من قبل النظام، رداً على مقتل هلال الأسد وعصابته في كسب.

في سياق سياسي، حرك رئيس الجمهورية اللبنانية ميشال سليمان أمس ملف العدوان السوري على لبنان، قبيل توجهه إلى الكويت، حيث يرأس وفد بلاده للقمة العربية، إذ أوعز إلى وزير الخارجية والمغتربين جبران باسيل بتوثيق الاعتداءات الصاروخية والجوية على القرى اللبنانية، تمهيداً لاتخاذ الإجراءات الدبلوماسية المناسبة.

وعشية بدء العد التنازلي للمهلة الدستورية لانتخاب رئيس الجمهورية، التي تمتد خلال الفترة من 25 مارس وحتى 25 مايو، ظل الهاجس الأمني يتصدر قائمة الاهتمامات، مع بقاء بؤر التوتر مفتوحة، لاسيما في طرابلس والمناطق الحدودية المتاخمة للأراضي السورية، وصولاً إلى العاصمة بيروت. وشدد رئيس الوزراء تمام سلام على أن الوضع في لبنان "لن يتحول إلى حالة واعدة إلا إذا تحققت الانتخابات الرئاسية"، وأضاف في تصريحات صحفية "نحن على الطريق الصحيح، وأمامنا مهمة الاستحقاق الرئاسي، فإذا تم ذلك ستحدث نقلة نوعية".

أما في طرابلس، فقد توفي رجل متأثراً بجروح أصيب بها خلال الاشتباكات المستمرة منذ 12 يوماً بين سنة وعلويين، ما يرفع حصيلة القتلى إلى 26 قتيلاً، حسبما قال مصدر أمني أشار كذلك إلى أن عدد الجرحى الذين أصيبوا في المعارك بلغ 135 شخصاً.

وأشار المصدر إلى هدوء نسبي على محاور القتال أمس، مع استمرار رصاص القنص بتقطع.