في المرحلة الثانوية قدّر الله علينا ودخلنا القسم العلمي، وخلال الدراسة لم يقدر ـ سبحانه ـ أن ندخل المختبر إلا مرات لا تتجاوز عددَ أصابع اليد وكانت فقط لتأمل برمنجانات البوتاسيوم (المعلّمة تعز اللون البنفسجي) أو لأنّ المشرفة التربوية موجودة، أو وأستغفرك يا رب لمشاهدة التبخر والتكثف يعني التجارب التي نمارسها عصر كل يوم ونحن نحضّر الشاي، وتخرجنا من القسم العلمي ولا فرق بيننا وبين خريجات الأدبي إلا أنهنّ يفضلننا بحفظ التواريخ وأعداد النسمات في كل بلد لكننا ـ والحق يقال ـ وجدنا الكثير لنحفظه لنتمكن من مغادرة المرحلة، تخرجنا من القسم العلمي وليس في ذاكرتنا العملية أي رابط واقعي بالظواهر العلمية فلم نشاهد تكوّنَ السراب وحدوث البرق وطبقات الأرض والجاذبية والكثير الذي حفظناه كما ورد في الكتاب، فكرهنا المواد العلمية وانقلبنا عليها في المرحلة الجامعية، هذا لأننا كنا تحت رحمة معلمات المواد العلمية واستعدادهن شبه المعدوم بالوسائل التعليمية التي تقرب المفاهيم للذهن وتربطها بالواقع، وعندما زرنا (سايتك) بعد فوات الأوان تمنينا لو أن الزمن يعود وأوراق اختبار الفيزياء والكيمياء تُفتح من جديد لما (هببنا ما هببناه) حينها، لكن العزاء أن طلاب المدارس اليوم ليسوا مضطرين لانتظار تفضّل المعلم (بزف) الصف للمختبر ويا عالم يجد العناصر أولا يجدها، ليسوا مضطرين لأن البروفيسور (سايتك) يقدم فصول تقوية بكل المُقرّرات والمناهج العلمية برسوم زهيدة ويسمح للطالب بزيارة سبع قاعات علمية الأرض والفضاء والكائنات الحية، وبحارنا الجميلة وغرائب العلوم وإبداعات التقنية وواحة الاستكشاف، تشمل أكثر من (350) معروضة علمية يشرحها معلمون سعوديون، فضلا عن المرصد الفلكي والقبة العلمية "IMAX" التي تعرض أفلامها المدهشة على شاشة منحنية وعلى شكل قبة بقطر 24 مترا تحاصر الحواس وتقحم المشاهد رغما ليكون بطلا لأفلامها، نصيحة لا (تتمنن) معلمي العلوم ولا (تفوت) على أبنائك فرصة اكتشاف مركز الأمير سلطان للعلوم والتقنية التابع لجامعة الملك فهد للبترول والمعادن والواقع على كورنيش مدينة الخبر، سايتك من معالم السياحة العلمية التي نفخر بها وتستحق الاستنساخ للمدن الرئيسية على الأقل، فالمركز مكتبة غنية ومرجع علمي فريد للناشئة ينبغي أنْ تُشد له الرحال حتى لا يبقى طفل سعودي لم يستفد منه ولم يستمتع بما يقدمه وما ينظمه من مهرجانات مميزة.

لتعرف أكثر عن سايتك:

http://www.scitech.com.sa

لكن لتعرفه حقا لا تُحكّم غير عينيك.