لا نكاد نصدق أن كأس العالم للناشئين لكرة القدم الذي حققه صقورنا الخضر للناشئين مر عليه (ربع قرن)، نعم (25 سنة) طارت في خضم حياة مليئة بالصخب وتسارع الأحداث، لكن عبدالله جاسم مدير المنتخب أبى إلا أن يكون لهذا الرقم حضور صاخب على هامش آخر أيام كأس العالم بالبرازيل الجمعة الماضية الذي صادف آخر أيام الراحة قبل مباراتي الثالث والرابع بين البرازيل وهولندا، والنهائي بين ألمانيا والأرجنتين.

حرص عبدالله جاسم على دعوة جميع أفراد البعثة بمن فيهم الإعلاميون، الذين ساهموا في تحقيق الإنجاز على أرض أسكتلندا بهزيمة البلد المضيف، وحينها كنت مراسلا لصحيفة (الرياضية) في بداية مشواري الصحفي منتدبا لتغطية البطولة التي فتحت لي آفاق العمل الإعلامي.

كان اللقاء الجميل فرصة ذهبية لاستعادة الذكريات وملاقاة زملاء وأصدقاء ومسؤولين عشنا وتعايشنا جميعا في أسكتلندا كامل أيام البطولة عائدين إلى جدة على متن طائرة خاصة والكأس العالمية في أحضاننا.

حضور اللاعبين في هذه المناسبة كان قليلا، ولم نشاهد أحدا من الاتحاد السعودي لكرة القدم، لكن المبادرة أعطت صورة حسنة في أهمية تجديد اللقاءات وتمتين العلاقات بما يثري ساحة الرياضة والتقليل من الشحن والاحتقان.

وكان للصور الجميلة التي وضعت على لوحات في ممر الدخول المؤدي للقاعة بفندق القصيبي بالخبر أبلغ تعبير في استعادة الذكريات الذهبية في أكثر من موقع من أرض الحدث وحتى محطة الوصول بجدة حيث كان الأمير فيصل بن فهد ـ رحمه الله ـ في مقدمة المستقبلين.

وفي هذا المقام تثمن لعدد كبير من الرياضيين في المنطقة الشرقية تلبية الدعوة، وتشكر القناة الرياضية على نقل الحفل المبسط والسهل بجهود ذاتية من عبدالله جاسم الذي أعلن أنه سيكرر هذه المناسبة سنويا.

وهنا نأمل أن يكون الاستعداد أبكر وأفضل بما يوسع ثمار مثل هذه المناسبة الغالية التي قدمت عددا من النجوم الذين ساهموا بقوة في إنجازات كثيرة للمنتخبات والأندية محليا وخارجيا واستمروا سنوات طويلة بمستوى مميز وإيجابي.

البرنامج كان بسيطا ومعبرا، ومن المؤكد أنه حين تقام مناسبة أخرى سيكون أكثر شمولية واحترافية ولا سيما على صعيد عرض الأحداث والمناسبات التي حدثت في المونديال، وخصوصا مشوار المنتخب في مختلف المباريات.

ليس شرطا أن تقام المناسبة أو هذه المبادرة سنويا، وقد تكون أكثر جدوى كل سنتين أو أربع أو تتزامن مع مونديال الناشئين، مع تقديم كل الشكر والتقدير لعبدالله جاسم على جهوده الذاتية التي ربما تتطور إلى جهود رسمية على صعيد اتحاد القدم أو حتى اللجنة الأولمبية السعودية.

إن مجرد اللقاء واستعادة الذكريات من دواعي تلاحم المجتمع الرياضي وتعزيز سماته الإيجابية، وقد لا تصدقون أن بعض أو أغلب أعضاء البعثة لم يلتقوا (من ربع قرن)، وبعضهم اختفوا تماما عن المشهد الرياضي بعد الاعتزال أو انتهاء فترة العمل، لذا كان بعض المحتفى بهم يعيدون المصافحة ويتعانقون بعد التعريف بالأسماء..!

ومن أفراد البعثة الذين لبوا الدعوة رئيسها عبدالله فرج الصقر، حمود السلوة، حمد الخاتم، إبراهميم البصيلي، واللاعبون عبدالله الثنيان، يوسف الغدير، وليد الطرير، عبدالله الحمدي، محمد التمياط، خالد العبودي، ومازن بالطو.

والأكيد أن رمضان فرصة لمثل هذه المناسبات الاجتماعية والرياضية الثمينة والمعبرة، حتى إن الإعلاميين ينشطون ببطولات خاصة. والأندية تحرص على تفعيل دورها المجتمعي، ولذا حري باتحاد القدم واتحادات الألعاب المختلفة والرئاسة العامة لرعاية الشباب واللجنة الأولمبية أن تستثمر هذه الفرصة الذهبية بما يقوي من لحمة الرياضيين ويعزز أنشطتهم وأعمالهم المستقبلية.

شكرا مجددا لعبدالله جاسم الذي بادر وعمل وأنجز وجمع الأحباب.