أثارت أولى الصفقات الشبابية للموسم المقبل، المتمثلة بعودة لاعب النصر عبده عطيف لصفوف فريقه السابق فور نهاية عقده الحالي بانقضاء الموسم الجاري، كثيرا من التساؤلات بين محبي "الليث" منذ اتفاق الرئيس الشبابي خالد البلطان مع اللاعب بعد دخوله فترة الستة أشهر الأخيرة من عقده على العودة لارتداء قميص الشباب مقابل 8 ملايين ريال، ففي وقت رأى البعض جدواها فنيا عدها آخرون "نفسية" أكثر منها فنية.

وعلمت "الوطن" من مصادر خاصة داخل النادي، أن صفقة عطيف ما هي إلا أحد الشروط التي وضعها شقيقه الأصغر، قائد الفريق الحالي أحمد عطيف للتجديد مع الفريق، والتي من بينها أيضاً عودة شقيقه في البرتغال صقر عطيف الذي عاد في فترة الانتقالات الشتوية يناير بعقد يمتد إلى سنتين ونصف السنة، بجانب محاولات جادة لعودة شقيقهما الآخر عبدالله عطيف المنتقل إلى الهلال بشراء عقده من الشباب بداية الموسم المنصرم بـ10 ملايين ريال، وهو ما يصعب إتمام هذا الشرط، كون الهلال لن يتنازل عنه بأقل من المقابل الكبير الذي دفعه لضمه أو بمقايضته بأحد نجوم الفريق الشبابي.

انقسامات جماهيرية

وأحدثت عودة عطيف إلى بيته السابق انقسامات كبيرة بين الجماهير الشبابية التي أبدت رأيها بوضوح من خلال مواقع التواصل الاجتماعي وموقع الشباب الرسمي، فمنهم من بارك الصفقة مستنداً إلى "جاهزية" اللاعب بعد تجاوزه الإصابة ومشاركته النصر في مباريات كثيرة هذا الموسم، وأكدوا أنه إضافة فنية كبيرة للفريق، بينما رأى آخرون أن الصفقة مفيدة "معنوياً" فقط وربطوها بتوقيع شقيقه أحمد الذي أصبح علامة فارقة في الوسط الشبابي، وعلى الطرف الآخر ارتكزت الأصوات المنتقدة للصفقة على أن اللاعب لن يقدم كثيرا، والأهم من ذلك أنه "باع" الشباب في فترة سابقة واشترى عقده ورحل باختياره.

إحصائية 3 مواسم

وكان عطيف انتقل إلى الاتحاد في فترة الانتقالات الشتوية موسم 2011-2012 بعد خلافات مع إدارة الشباب، وشارك مع الاتحاد في 3 مباريات، منها واحدة بصفة أساسية، وبمعدل 160 دقيقة فقط ولم يحرز خلالها أي هدف ولم يصنع أي هدف وبسجل خال من البطاقات الملونة قبل أن يتحول إلى النصر.

وبحسب موقع إحصائيات الدوري السعودي، فإن عبده عطيف شارك في موسم 2013-2014، في 12 مباراة مع النصر، منها 3 مباريات أساسي وهي أمام نجران والشعلة والفتح، ولعب 387 دقيقة، محرزاً هدفاً وحيداً فقط أمام نجران، وصنع هدفاً آخر في مباراة النصر والشباب.

ويملك عطيف سجلاً نظيفاً من البطاقات الملونة، وفي الموسم السابق 2012-2013 شارك في 24 مباراة مع النصر، منها 14 مباراة بصفة أساسية، ومجموع الدقائق التي لعبها 1108 دقائق، وسجل عطيف هدفاً واحداً أيضاً، بينما صنع 3 أهداف، وحصل على بطاقة صفراء وحيدة ودون أي بطاقة حمراء.

أنور: قيمة فنية كبيرة

من جهته، أكد قائد الشباب والمنتخب السعودي السابق فؤاد أنور، أن الشباب يحتاج لاعباً بقيمة عبده عطيف، مشدداً على عدم وجود ما يسمى بأمور "نفسية" في كرة القدم، فالفريق يجب أن يستقطب لاعباً يستفيد من خدماته، مضيفاً "نتفق جميعاً على أن عبده يملك خبرة كبيرة، وشارك هذا الموسم في عدد كبير من المباريات مع النصر، وقدم لمسات جيدة جداً"، مستدركاً "مع ذلك لا نتوقع أنه سيقدم ما قدمه سابقاً قبل الإصابتين اللتين تعرض لهما، ولكن كلاعب خبرة سيساعد الفريق وهو يمتلك روحاً عالية".

وأكد أنه عندما يأتي مدرب كبير له اسم وتاريخ لن يجامل أي لاعب على حساب الفريق "شاهدنا عبده في النصر ولم يحظ بأي مجاملة من مدربه كارينيو، وفي أغلب مباريات النصر كان عطيف بديلاً جيداً للفريق ولاعباً مساعداً، فإذا حضر مدرب كبير وشاهد حاجة الفريق لعبده فسيكون ضمن الأساسيين، وإذا كان غير ذلك فأتمنى عدم مجاملته"، مبيناً أن مبالغ الصفقات في الأندية السعودية بشكل عام مبالغ فيها "لا نتوقف عند مبلغ عبده عطيف ونقول منطقي أو لا، فالعقود في جميع الأندية السعودية غير منطقية".

آل ظفران: صفقة محبطة للصغار

في المقابل، يرى عضو إدارة الشباب السابق حسان آل ظفران، صفقة عبده "معنوية أكثر منها فنية"، وأنها "محبطة جداً" كأول صفقات الموسم المقبل، وقال "لا أعتقد أنه سيفيد الشباب لكثرة إصاباته وتقدمه في العمر، ولن يعطي أكثر من شوط إلى شوط ونصف الشوط، وربما لا يصل عطاؤه إلى شوط كامل، وإذا كان سيفيد الشباب فعلاً فلن يعطي أكثر من سنتين".

وأضاف "الفريق يعاني فنياً في مراكز أخرى أكثر من خط الوسط الذي يوجد فيه لاعبون جيدون.. أعتقد عودته للشباب بسبب عودة الجماهير الشبابية"، واصفاً مبلغ الصفقة بالكبير جداً "الإدارة كانت قادرة بهذا المبلغ على استقطاب 3 لاعبين صغار في السن يفيدون أكثر من عطيف".

وحذر آل ظفران بأن عودة عطيف ربما تكون "مضرة" أيضاً للاعبين صغار في الفريق ممن ينتظرون الفرصة، موضحاً "عندما يثبت اللاعب الصغير أقدامه في الفريق الأول وفجأة يجد نفسه يترك موقعه للاعب عائد جماهيري كعبده عطيف وقد يكون له كلمة على الإدارة، فبالتأكيد سيكون الأمر محبطاً له"، مشيراً إلى أن الفريق يعيش مرحلة تجديد، لذلك يجب أن يبدأ مع الصغار ويمنحهم الفرصة ليخرج أسماء مفيدة مثل الصليهم والسليطين وغيرهما.

وعن ربط توقيع عبده بتجديد شقيقه أحمد، اكتفى بالقول "إذا كانت الإدارة تجدد العقود بطريقة جبر الخواطر فهذا خطأ كبير، صحيح أحمد نجم مميز وله ثقله في الفريق ولكن الاستفادة من عبده ضئيلة، وحتى لو كانت هناك مجاملة فعلاً فكان من الأحرى أن يكون المبلغ أقل".