"أفضت استخدامات "إرادة الاختلاف" بدل "إدارة الاختلاف" إلى توسيع فجوة الاختلاف وترسيخها بقالبها السلبي بدل ترسيخها بقالبها الإيجابي"، بهذه العبارة، استهل الباحث الاجتماعي وجدي آل مبارك، محاضرته بعنوان: "ثقافة الاختلاف بين المعوق والتطبيق" في منتدى بوخمسين الثقافي بمدينة المبرز التابعة للأحساء مساء أول من أمس، وأدارها أحمد العيسى بحضور حشد من المثقفين والأدباء، مؤكداً على أن الاختلاف أمر طبيعي لكي يكون عاملاً فاعلاً للتفاعل والتعاون والرقي فيما بين أفراد المجتمعات.
وشدد آل بمبارك على ضرورة إعلان التغيير نحو ثقافة اختلاف "إيجابية" في مجتمعاتنا، مع ضرورة القبول والاعتراف بحق الاختلاف لكل فرد ومجتمع في مختلف التوجهات والمجالات، وأن ذلك يعطي كل فرد في المجتمع الاحتفاظ بقناعاته وآرائه تحت قاعدة الاحترام المتبادل والتعايش المشترك فتصبح القاعدة الأساسية لترسيخ ثقافة الاختلاف في قالبها الصحيح، الذي يضفي على الأوطان والمجتمعات الحصانة ضد التفرق والتشرذم، لافتاً إلى أن كثيرا من الاختلافات الموجودة على الساحة العربية والإسلامية تحولت إلى خلافات تفتك بالمجتمعات والأوطان.
وأكد على ترسيخ مفهوم ثقافة الاختلاف، واعتباره عامل تربية لجيل الشباب، لتكون قادرة على إدارة اختلافاتهم بشكل صحيح، لاسيما مع توفر الإرادة "الصادقة" لذلك، وهي بحاجة إلى زمن وصبر كثيرين لمواجهة العقبات والصعوبات المتوقعة على كافة الأصعدة، معتبراً ذلك عنصراً رئيساً في تماسك المجتمعات والأوطان تحت مظلة الاحترام والتسامح والسلام.