أنجذب كثيرا مع من يستثمرون الرياضة في إطارها الصحيح ودمجها في المجتمع بأهداف سامية مع تلبية احتياجات ورغبات الشباب بما يقوي تواصلهم وإدراك قيمتهم.
وفي مجتمعنا شباب كثر ومسؤولون حريصون على كل ما من شأنه تمتين لحمة المجتمع، ويزيد في هذا الإطار (المتطوعون) ومن يستحثون الخطى لتقديم كل ما هو مفيد بأهداف نبيلة، ولا تتوانى شركات ومؤسسات في تأكيد مصداقيتها نحو المجتمع وتفعيل دورها في خدمات (المسؤولية الاجتماعية).
مثل هذه المزايا والواجبات والمبادرات تجمعت في مكان واحد بأهداف سامية ونبيلة، وهي من صنع (المؤسسة الخيرية لرعاية الأيتام - إخاء) ببطولة (النخبة) في نسختها الرابعة على ملاعب جامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية بمجوع (180 فردا) من (9) فروع في المدن ذات العلاقة، بعضها بفريقين في مناشط كرة القدم ومسابقات القرآن الكريم والسنة النبوية، وبتجاوب 15 راعيا كل حسب مجاله، واهتمام مسؤولين ومشاهير في الرياضة والفن، وبتفاعل حكام الأحياء.
أعمال خير كبيرة ومؤثرة ستضاعف حسناتها للجميع في شهر رمضان المبارك من خلال إسعاد فئة غالية على الجميع.
وما دعاني لهذا المقال، هو دقة وروعة وجمال التنظيم وجذب كثيرين من مختلف المجالات وتقديم حفل ختامي مبهر كما هو حفل الافتتاح الذي يرتقي إلى أفضل من بعض البطولات الرسمية، ولن أبالغ وأقارنه في هذا الشأن، علما أنه يستحق أكثر، وأعجبني كثيرا طريقة التتويج وتسليم الجوائز بجهد كبير ودقة عالية في عدم تمييز أحد، وفي الوقت ذاته عدم مجاملة جهة على أخرى، أو فريق على آخر أو نجم من فريق (بالترضية). وفي الوقت الذي يثمن لجامعة الإمام احتضان هذه المناسبة المفيدة، فإن (إبداع) عمل المتطوعين والمشاركين من أبناء المؤسسة الخيرية يستحق الثناء.
ولفت نظري ما يثبت تجسيد وترسيخ مفاهيم الرياضة المنبثقة من مرتكزات الشريعة والإسلام والإنسانية والمفهوم العملي للرياضة، حيث وقف لاعبو منتخب الشرقية بعد تسلم ميداليتهم أمام منصة التتويج ليمر من بينهم لاعبو منتخب القصيم (الأبطال) والجميع يصفق ويحتفي ولاعبوا الفريقين يتصافحون، بما يثبت قيمة الرياضة وأهمية مثل هذا التجمع في تنمية العلاقات وتمتين الصداقة وتعزيز التقارب والمحبة والألفة، وأن كل شيء في الملعب ينتهي بصافرة الحكم.
وقبل ذلك وخلال المباراة وفي جو تنافسي قوي ومثير وأهداف هنا وهناك، لم نشاهد احتجاجات أو ردود فعل سلبية. أيضا المعلق (حازم) أحد مبدعي البطولة وحظي بإعجاب كثيرين، وقد تكون فرصة بروزه مواتية إذا وجد الاهتمام من ذوي الاختصاص.
ومن الإيجابيات التي تحسب لكرة القدم، وجود لاعبين في ربيع العشرين ممن يمكن أن يكون لهم حظ في دوري ركاء لأندية الدرجة الأولى أو دوري الدرجة الثانية، وربما أن من أدوار المؤسسة الخيرية أن تتواصل مع الجهات الرسمية في اتحاد القدم والرئاسة العامة لرعاية الشباب بما يتيح للاعبين من الفئات السنية حظا أكبر، وكذلك إقامة مناشط خاصة بهم على غرار بطولة النخبة.
نسأل الله لهم السداد والتوفيق.