بعد سنوات ظل فيها محاصراً بالانتقادات الكبيرة، استطاع رئيس نادي النصر الأمير فيصل بن تركي "كحيلان"، قلب كل المعادلات وخطف نجومية فاقت الكل، عبر ضخ مالي فاق الـ120 مليون ريال وعمل ميداني لافت، نجح من خلاله في إعادة "فارس نجد" إلى منصات التتويج بتحقيق بطولتي كأس ولي العهد ودوري عبداللطيف جميل.

وهنا ترصد "الوطن" جزءا يسيرا من مسيرة الأمير فيصل بن تركي، والتغيير الذي أوجده في صفوف فريقه وما تعرض له.


دعم متواصل

بذل الأمير فيصل جهودا كبيرة منذ توليه رئاسة النادي عام 2009، وبحث عن أسماء جديدة تدعم الفريق، واستبعد عددا كبيرا من اللاعبين القدامى، ووجد كثيرا من الانتقادات في تغييراته، عززتها البدايات المتعثرة بسبب قلة الخبرة وغياب الدعم من الشرفيين، فضلاً عن عدم التوفق في قيادة فنية بعد أن أحضر عددا من الأسماء التدريبية، لكن كحيلان أصر على التجديد فكرر التغيير.

وبدأ الفريق يتطور فنياً عقب وصول المدرب الجديد كارينيو وإلغاء عقد المدرب السابق ماتورانا، فتمكن من صناعة فريق منافس على لقبي الدوري وكأس ولي العهد الموسم الماضي، بيد أن سوء الطالع لم يكتب له تحقيق بطولة، لينجح في الموسم الذي تلاه (الحالي) في فرض أسلوبه وخلطته السحرية على الفريق فعاد "العالمي" إلى منصات التتويج، بعد غياب طويل بتحقيق كأس ولي العهد أمام غريمه التقليدي الهلال، ولقب دوري عبداللطيف جميل.


انتقادات وكسب الرهان

لم يلتفت الأمير فيصل إلى ما واجهه من انتقادات ولوم لعقده عددا من الصفقات المحلية والأجنبية، إذ كانت البداية صفقة قائد الاتحاد محمد نور التي وجدت اعتراضاً من النصراويين قبل غيرهم، بل إن البعض منهم حاول ثنيه عن إتمامها لكبر سن اللاعب وغيابه عن التدريبات لفترة ليست قصيرة، غير أنه أصر على وجود النجم الاتحادي في صفوف فريقه ومنحه الثقة، واعداً جمهوره بأن يروا نور داخل الملعب بصورة مختلفة، وهو ما نجح فيه نور، مقدماً مستويات كبيرة وأسهم في خلق التفوق للفريق في عدد من لقاءاته.

كما شهدت صفقة انتقال المهاجم الأهلاوي السابق حسن الراهب من نجران إلى النصر ذات الانتقادات واللوم، إلا أن الراهب قلب كل التوقعات وأسهم مع زملائه المهاجمين، في تسجيل عدد من الأهداف الحاسمة.

أما صفقة عبدالرحيم جيزاوي فهي الأخرى لم تجد الصدى، ولم يتوقع لها النجاح، إلا أن اللاعب كان ضمن قناعات المدرب فأشركه في عدد كبير من اللقاءات واستفاد من مهارته وسرعته، مسجلاً عددا من الأهداف.

أما الصفقة التي نالت مجالاً واسعاً من الاهتمام الإعلامي والرسمي فكانت صفقة ضم يحيى الشهري من الاتفاق ليكون أغلى لاعب سعودي، وقد عارضها المهتمون بالشأن النصراوي لضخامة قيمتها وتأثيرها على ميزانية النادي، إلا أن الرئيس النصراوي نجح في إتمامها فكسب أحد أفضل لاعبي الوسط في الدوري السعودي، حيث أعاد اللاعب أيام الموسيقار السابق فهد الهريفي. ولم تتوقف الانتقادات على الأسماء المحلية بل لحقت بالأجنبية ومنهم البرازيلي إلتون رودريجيز، وذلك جراء ارتفاع قيمته ومستواه الضعيف في أولى مشاركاته، إلا أن الرهان النصراوي كان على المحك، حيث أعطي اللاعب الفرصة وكسب الثقة بتسجيله 16 هدفاً في الدوري.



فن القيادة

تميز "كحيلان" بميزة يفتقدها كثير من رؤساء الأندية وهي قربه من اللاعبين بشكل أخوي وكأنه أحد أفراد الفريق داخل الملعب، فكان يوجد بشكل متواصل على دكة الاحتياط بشكل كبير، معيداً للأذهان وجود الرئيس الرمز الراحل الأمير عبدالرحمن بن سعود "رحمه الله"، وعمل على جلب جهاز إداري مرافق للاعبين وقريب منهم لضمان غياب المشاكل الإدارية التي تعصف بكثير من فرق كرة القدم.

كما عرف عن الأمير فيصل وقوفه إلى جانب عدد كبير من اللاعبين في مشاكلهم الجانبية التي قد تعيقهم عن الإبداع داخل المستطيل، حيث كان يستمع كثيراً لهموم اللاعبين وأسئلتهم حول أوضاعهم داخل النادي، مطمئناً الجميع بأن من يرغب البقاء في النصر فلن يفرط فيه، وكانت قضية اللاعب خالد الغامدي آخر تلك المواقف للأمير فيصل الذي صبر ومدد وتعاون مع اللاعب حتى تم التوقيع بتراضي الطرفين.