رفض رئيس اللجنة القانونية للائتلاف الوطني السوري، هيثم المالح، المشاركة في مفاوضات "جنيف 3" قبل استلام مضادات الطيران، التي تتيح للمعارضة تحقيق توازن عسكري على الأرض، وفق تصريح أدلى به لـ"الوطن" أمس.
ووجه المالح انتقادات حادة لبشار الأسد، متهما إياه بأنه ليس أكثر من مجرد حائط يتردد عليه صدى التعليمات الإيرانية "ويرددها دون إدراك"، حسب وصفه. وزاد أن مصيره لا يحدده بنفسه، بل تحدده إيران وروسيا وحزب الله.
وعاب المعارض السوري على روسيا اهتمامها بحفظ سلامة أنبوب الغاز الذي يمر عبر أراضي بلاده أكثر من حرصها على سلامة ملايين السوريين، الذين سقطوا بين قتيل وجريح، أو تفرقوا في دول الجوار، محملا المجتمع الدولي مسؤولية الدماء السورية التي تراق، ومتعجبا من صمته.
تصريحات المالح جاءت متوافقة مع ما سبق أن أعلنه رئيس الائتلاف أحمد الجربا.
قطع رئيس اللجنة القانونية للائتلاف الوطني السوري المعارض هيثم المالح بعدم جدوى التفاوض مع النظام السوري في ظل الأوضاع الحالية، مشيراً إلى أنه ليس أمام الشعب السوري سوى القوة لإجبار نظام بشار الأسد على التنحي عن الحكم. وقال في تصريحات إلى "الوطن"، تعليقاً على دعوات الأمم المتحدة الأخيرة لاستئناف التفاوض بين الحكومة والمعارضة السورية تحت مظلة مؤتمر جنيف 3 "النظام فقد شرعيته تماماً ولا يملك حتى الحق في التفاوض، اللهم إلا من باب فرض الأمر الواقع، وأصبحت حكومته الإجرامية عبارة عن مجموعة من العصابات ذات المصالح. وهو لم يعد نظاماً بالمعنى المتعارف عليه، لأن رئيسه لا يملك قراره، ولا يستطيع التقرير في شؤونه، بل أصبح مجرد حائط تتردد عليه أصداء التعليمات الإيرانية التي يرددها ربما دون إدراك لمعانيها". وأضاف "قبل مؤتمر جنيف 2 أعلنت الحكومة قبولها بمقررات مؤتمر جنيف 1 كأساس للتفاوض، فماذا حدث؟ العالم كله شهد أن الوفد الحكومي استخدم كل الأساليب لإفشال المؤتمر. وبينما كانت المفاوضات في بدايتها ابتدع النظام أسلوب البراميل المتفجرة لقصف مناطق المدنيين. كما أن وساطة الأمم المتحدة لإجلاء المدنيين عن حمص التي جاءت أثناء مفاوضات جنيف 2 باءت بفشل تام، وأتت بنتائج عكسية، حيث اعتقل النظام جميع المدنيين الذين خرجوا من المدينة، ولا يزال مصيرهم مجهولاً حتى اللحظة".
ومضى المالح قائلاً "مصير الأسد لا يقرره هو، بل تقرره القوى الداعمة له، فإيران وحزب الله، يصران على استمراره لضمان بقاء نفوذهم الطائفي في المنطقة، وروسيا تريد الحفاظ على مصالحها، ولمجرد حرصها على سلامة أنبوب الغاز الذي يمر عبر الأراضي السورية للقارة الأوروبية فهي لا تكترث لمصير مئات الآلاف من الشعب السوري الذين فقدوا أرواحهم. لذلك فالأسد أضعف من أن يحدد ما يريده".
وعن الظروف التي يمكن للائتلاف أن يشارك حال توفرها في التفاوض قال "حتى إذا غيرت روسيا من موقفها، وأعلن النظام عن قبوله صراحة بتفكيكه، تمهيداً لتشكيل الحكومة الانتقالية، فهذا ليس كافياً للمشاركة، فلا بد من خطوات تسبق التفاوض، على رأسها مد الجيش الحر بمضادات الطيران التي يستطيع عبرها إيقاف آلة الأسد العسكرية عن حصد أرواح المدنيين الأبرياء، وإحداث تغيير جوهري في الموقف العسكري على الأرض. ولا بد كذلك من وقف الاعتداءات والقصف وإطلاق سراح عشرات الآلاف من السجناء. فإذا تحققت هذه الشروط فلا أرى ما يمنع من الدخول في مفاوضات جادة لإنهاء المأساة".
وأبدى المالح تعجبه من صمت المجتمع الدولي على جرائم نظام الأسد وفظائعه، قائلاً "لم يسبق في التاريخ أن سكت المجتمع الدولي على ارتكاب جرائم بهذا الحجم، ففي ليبيا القريبة تدخل حزب الناتو رغم أن ضحايا القذافي لم يصلوا عُشر عدد ضحايا الأسد. ولست أعلم ما إذا كان في جوف المسؤولين عن النظام قلوب تعرف معنى الرحمة، أو في رؤوسهم عقول تعلم قيمة الإنسان وحرمة دمه، فكيف لشخص عاقل أن يقبل بإبادة قرابة 200 ألف شخص من أبناء شعبه، وتدمير نصف مليون منزل وتشريد 10 ملايين شخص؟ ما هو المقابل الذي يمكن أن يوازي هذا الثمن؟
وكان رئيس الائتلاف الوطني السوري أحمد الجربا قد ربط بين مشاركة بلاده في جنيف 3 واستلام مضادات الطيران بهدف تحقيق تغير في واقع الأرض وتحقيق انتصارات ترغم النظام على المشاركة في المفاوضات بنية الوصول إلى حلول وتطبيق مقررات المجتمع الدولي.