لم يكتف نظام الأسد بقتل وتشريد مواطنيه، وإنما امتد تعسفه إلى الخارج بعدما أغلق سفاراته في عدد من العواصم ومنها الرياض، الأمر الذي سبب معاناة للسوريين، ومنهم مقيم في المملكة لم يجد طريقة لدفن زوجته المتوفاة في حائل قبل أسبوع، إلا أن يراسل سفارته في البحرين، مما سيدفعه للانتظار 21 يوما.




تجاوز نظام بشار الأسد مرحلة تعذيب وقتل وتشريد مواطنيه في الداخل، وامتدت آثار إجراءاته التعسفية إلى الخارج بعدما أغلق سفاراته في عدد من الدول ومنها المملكة، وتحويل معاملات رعاياه إلى سفاراته في دول أخرى، الأمر الذي سبب معاناة شديدة لأبناء الشعب السوري.

ولعل ما واجهه مقيم سوري في المملكة يجسد بشاعة إجراءات النظام السورى، إذ لم يجد هذا المقيم أي طريقة نظامية لدفن زوجته المتوفاة قبل نحو 7 أيام، إثر تعرضها لحادث مروري على طريق حائل-الجوف، إلا أن يراسل سفارة بلاده في مملكة البحرين، والتي تحتاج إلى 21 يوماً لإنهاء إجراءات الدفن.

وعلى الرغم من مرور أسبوع على وفاتها وهي حبلى في الشهر الثامن، لم يتمكن ذووها من إتمام مراسم الدفن، بعد إغلاق السفارة السورية بالمملكة وتكليف السفارة السورية بالبحرين، بمتابعة شؤون المقيمين السوريين، الأمر الذي دفع ذوي المتوفاة إلى مراسلة سفارة بلادهم في المنامة، للحصول على الموافقة على دفنها.

وبين زوج المتوفاة ـ تحتفظ "الوطن" باسمه ـ أن جثة زوجته موجودة حاليا في ثلاجة أحد مستشفيات الجوف، مضيفاً "قمت بمحاولات مع عدد من الجهات للحصول على موافقة لدفن جثة زوجتي دون جدوى، مما اضطرني إلى مخاطبة السفارة السورية بالبحرين عن طريق المراسلة البريدية، وهذا يستلزم أكثر من 21 يوما.

وقال الزوج لـ"الوطن" إن إكرام الميت دفنه، ومع هذا لم نستطع إكرامها ودفنها، بسب تأخر وصول الترخيص من البحرين، ولم نفتح باب العزاء حتى الآن نظراً لعدم إتمام مراسم الدفن.

من جانبه، ذكر مقيم سوري ـ رفض الكشف عن اسمه ـ أن بلاده بعثت برسالة إلى جميع المقيمين السوريين، لإشعارهم بإغلاق السفارة السورية في المملكة وتحويلهم إلى البحرين، وحددت الرسالة ـ وفقا لحديثه ـ مدة إنجاز المعاملات في حدود 21 يوماً. وأضاف المقيم "يستلزم إرسال المعاملات بريدياً عن طريق إحدى الشركات العالمية"، منوها بأن ذلك سيحرم السوريين من إنجاز معاملاتهم الشخصية، ومنها موافقة الدفن، وتسجيل المواليد، إضافة إلى تجديد جوازات السفر.