انتقدت الفنانة الأردنية صفاء سلطان المجاملات التي يتسم بها الوسط الفني، و"الشللية" التي تدفع المنتج أو المخرج إلى منح أدوار لفنانين لا يصلحون لها، مشيرة إلى عدم وجود صناعة فنية، ولكن اجتهادات فردية.

وقالت صفاء التي اشتهرت بمشاركتها في أجزاء من المسلسل السعودي "طاش ما طاش" أن الأفكار الجريئة تستهويها، ولكنها أكدت وجود خطوط حمراء، حيث ترفض الظهور بطريقة غير لائقة، مشيرة إلى أن الأعمال الخليجية بطبيعتها بعيدة عن الإغراء أو المشاهد المبتذلة، .. وآراء أخرى في هذا الحوار..


هل تختارين العمل وفق الدور، أم الأسماء المشاركة؟

لا تهمني الأسماء بقدر ما تعنيني فكرة المسلسل، فالعمل الناجح هو جهد جماعي لا يعتمد على بطل أو بطلة بقدر ما يعتمد على الإتقان الجماعي لجميع الأدوار، وقد يتضمن العمل عدة محاور أو خطوط.

هل تهتمين بحجم الدور؟

لن أتفلسف وأدعي أنني لا أهتم بمساحة الدور، لأنها مهمة بالنسبة لي، ولكن في الوقت نفسه أهتم بطبيعة الشخصية، وأحرص على أن تكون مؤثرة، وأسعى دائما إلى أن تكون أدواري محورية ومهمة.

هل أنت راضية عن الأدوار التي تعرض عليك؟

للأسف أصبحت الأدوار تفصل على مزاج المنتج أو المخرج, مثلا هناك أدوار بطوله أُعطيت لفتيات لم يسبق لهن التمثيل، وإنما يسعين إلى الشهرة فقط، بينما هناك محترفات ودارسات وبارعات في التمثيل لم يحصلن على فرصة، وبالنسبة لي فإنني غير راضية عن الأدوار التي تعرض عليّ، لأني لا أعرف المجاملة والنفاق.

بعض الممثلات يشاركن في أكثر من ثلاثة أعمال تعرض بعضها في توقيت واحد، هل هذه ظاهرة صحية؟

هذا للأسف أضعف العديد من الأعمال، فأصبحت أشبه بعروض الأزياء والماكياج، خالية من الفكرة والمضمون، فالعمل الفني ينبغي أن تكون فيه ركائز مهمة، في مقدمتها الموضوعية، ولكن الشيء الإيجابي أن الجمهور نفسه أصبح يلفظ هذه الأعمال، لذلك أعتقد أن السنوات المقبلة ستشهد تركيزا على القيمة الفنية، والممثل الذي لم يقدم عملا مميزا لن يلتفت إليه أحد.

في رأيك ما هي أهم الأشياء التي تصنع لنا الفنان؟

بالتأكيد الموهبة، ولكن بنسبة 10% ، و90% العمل الدؤوب، يجب أن نعمل ونجد حتى نصل، وقبل ذلك أن نحب عملنا، لأن حب العمل هو شرط أساسي لنجاح الفنان.

يقال إنـك مغرورة.. فـهل هذا صحيح؟

لست مغرورة، لكني صاحبة مبدأ، وقد يكون بعض المنتجين هم من يروجون لهذا الأمر، لكن لكل شيء نهاية، والكلام سيتلاشى والقيمة تبقى.

هل التنافس يلغي الصداقات بين الفنانات؟

الغيرة سمة إنسانية، وبالتأكيد موجودة بين الفنانات، ولكن التنافس الشريف شيء مختلف، وهو مطلوب، ولا يلغي الصداقة.

ماهي معاييرك الفنية عند الاختيار؟

العمل الجيد الذي يخاطب العقل باحترام، ويبتعد عن الإسفاف والضحك على المشاهد، ويتضمن فكرة مهمة، أما الشخصية التي أؤديها فيجب أن أحبها، وتحرك فيّ الخيال، وتستفزني وتمتعني وتؤثر بي لأكون قادرة على اكتشافها لأقوم بالدور على أكمل وجه.

هل بالفعل تعاني الدراما الخليجية والعربية من نقص العنصر النسائي؟

هذا غير صحيح، فهناك العديد من الفنانات، لكن كثرة الأعمال وسوء التخطيط يتسببان في ظهور الممثلة في أكثر من عمل في وقت واحد، وذلك أعطى انطباعا بوجود نقص في العنصر النسائي.

هل الجمال ضروري لانتشار الفنانة؟

هذا أمر معروف في العالم كله، ولكنه ليس كل شيء، إذ يجب أن تتوفر فيها الموهبة، وأن تؤدي الدور بطريقة مقنعة، فالجمال يساعد على دخولها إلى قلوب المشاهدين، ورغم أنني لا أستخدم الجمال طريقاً للشهرة لكنني لا أغفله أو أهمله.

وما هو تقييمك لعمل الشركات الفنية؟

للأسف لا توجد لدينا صناعة فنية، هناك اجتهادات فردية، ولا توجد تقاليد عمل حقيقية، حيث يستبعد المنتج الفنان القادر على أداء الدور بالشكل المناسب، ومنحه لآخر تربطه به علاقة معينة، وهذا لا يؤدي إطلاقاً إلى التأسيس لصناعة حقيقية والشللية تتحكم في الوسط الفني.

وهناك عدد من الفنانات الخليجيات برزن بشكل قوي.. أين أنت من هذا التنافس؟

التنافس مطلوب للوصول إلى الأفضل، شرط أن يكون شريفاً وفي إطار من الاحترام والحب الذي يجمع الزملاء، والخليج غني بأبنائه وبناته من الفنانين والفنانات الذين يمكنهم تحقيق النجاح والتألق في هذا المجال، وهذا يزيد مسؤولية حسن الاختيار، والأداء الجيد والمميز.