صب أهالي مدينة أبها جام غضبهم على أمانة منطقة عسير، متهمين متنفذين فيها بتمرير عدد من الأمور لمصلحتهم الخاصة دون التفات لمصلحة المواطن، في حين اعترف أمين المنطقة المهندس إبراهيم الخليل بالقصور تجاه بعض شوارع الأحياء، مبررا ذلك بالأولويات التي تسعى الأمانة لتحقيقها من خلال بعض المشاريع.

وانتقد الأهالي خلال لقائهم بأعضاء المجلس البلدي وأمين المنطقة مساء أمس بقاعة المكتبة العامة، سوء تعامل الأمين مع الأهالي عند زيارة مكتبه حيث يشوبه نوع من القسوة وفضاضة التعامل، كما أظهر أحد المواطنين صكا شرعيا تجاوز طوله الـ3 أمتار، مبديا استياءه من عدم تنفيذ الأمانة للحكم الذي يحتويه.

وطالب عدد منهم أيضا بسرعة إعادة النظر في أرقام التثمين لنزع ملكيات حي المفتاحة وسط أبها وأملاك وادي أبها، كاشفين خلال اللقاء عن أن متنفذين في أمانة المنطقة يحاولون تمرير سعر معين وفرضه عليهم دون الاجتماع بهم أو الجلوس معهم، رغم أن أيديهم كفّت من تلك الأملاك منذ العام 1402 وحتى اليوم، مشيرين إلى أنهم لم يوافقوا على السعر الذي طرح كتثمين أولي، وبالتالي لايحق للأمانة نزع تلك الملكيات بالإكراه عن طريق شخص وحيد هو من يدير ملف التثمين، مضيفين "لم يتم دعوتنا للاجتماع مع أن أوراقا رفعت لجهات عليا حملت موافقتنا على تلك المبالغ وهذا غير صحيح".

وفي ردة فعل مفاجئة للحضور أكد أمين عسير على أنه منذ قدومه للمنطقة لم يجد ورقة رسمية واحدة لمحضر تأمين أو مخطط واحد معتمد للمنطقة محل الخلاف ولم يحصل على ورقة واحدة تثبت أن الأهالي ممنوعون من أملاكهم، مؤكدا على أنه من حق الأهالي المطالبة بتعويض السنوات التي منعوا من الانتفاع فيها بأملاكهم، وأنهى حديثه بالقول "أنتظركم في مكتبي".

ونفى الخليل المعلومة المتداولة حول أن أراضي "أم الركب" ستقام عليها حديقه وحيدة، مبينا أنها ستكون حاضرة جديدة في عسير على مساحة 17 مليون متر مربع لتصبح أحد مفاخر المنطقة في المستقبل القريب، مبررا عدم تسليم منح للمواطنين في فترات سابقة بأن الأمانة كانت على وشك إجراء عملية التوزيع لعدد كبير من الأراضي إلا أن قرار مجلس الوزراء الأخير أوقف هذا الملف، وتم تسليم 50 مليون متر مربع من الأراضي ومثلها مخططات معتمدة لوزارة الإسكان، مبديا استعداده للتحقيق العاجل في اتهام مواطن لبعض موظفي الأمانة باستخدام نفوذهم، وذلك بسفلتة الطرق المؤدية لأراض يمتلكونها في مخطط "العيدين" بأبها واعتذروا عن إيصال السفلتة لمنزله المجاور لهم بحجة نفاد كميات الإسفلت.

وحول مطالب الأهالي بإنشاء بلدية خاصة بمدينة أبها ويتم تفريغ الأمانة للإشراف على بلديات المنطقة ومن ضمنها بلدية أبها، أكد الخليل على أنه على مستوى المملكة لم تنشأ أي بلدية منذ 3 سنوات، وبالتالي منطقة عسير جزء من المنظومة.

فيما استغرب أحد الأهالي من عرض المشاريع أمام المواطنين رغم أنها تخص الأمانة وليست مشاريع المجلس البلدي ليعقب على ذلك رئيس المجلس الدكتور محمد الغبيري بأن المجلس كان أمامه منهجان؛ إما الوقوف بالمسطرة والقلم على كل صغيرة وكبيرة في مشاريع المنطقة، أو المشاركة في التنمية، ففضل اختيار المنهج الثاني للمصلحة العامة، لافتا إلى أن دورهم ليس تنفيذيا وإنما رقابيا حيث استطاع المجلس دفع الكثير من عجلة المشاريع المتأخرة.